جورج والعيد - أحمد علي سليمان

(جورجٌ) له ضللٌ ، إليه ينتسبُ
وعنه يدفعُ مَن عابوا ، ويحتربُ

ولا يُفرِّط في زيفٍ يدينُ به
ولا يُخامرُه شكٌ ولا ريَب

يُحبُ باطله حباً يتيهُ به
بين الأنام ، أما - في عقله - لبب؟

عقيدة رسختْ في قلب صاحبها
وفي البيوتات - عن تضليلها - كتب

بها تمسّك أهلوها ، فما رشدوا
واستعذبوها ، وبالخرافة اختضبوا

ما قلدوا غيرَهم فيما يدين به
لكنهم حاربوا التقليد ، واجتنبوا

بل ناوأوا أمماً تُبدِي مساوئهم
وما استكانوا وما كَلوا ، وما نصبوا

فكيف قلد أهلُ السِلم مَن كفروا
في كل ما كرهوا ، وكل ما رغبوا؟

في لبسةٍ يمقتُ الحياءُ مَنظرَها
إذ ما بها قيمٌ - كلا - ولا أدب

في شبه عُري غزا النساءَ قاطبة
هل صار للعُرْي في الحواضر الغلب؟

حتى بعِيدٍ لهم فُساقنا احتفلوا
فيم التخاصمُ والإنكارُ والعَجَب؟

عارٌ على عُصبة لها مبادئها
وللحنيفية السمحاء تنتسب

أن تستجيب لأهواء الألى فسقوا
حتى غدا الحق في الأصقاع يَضطرب

يا ليتنا ندرك الدروسَ لقنها
مستشرقٌ حذرٌ في دسّه حَرِب

واليومَ (جورجٌ) يُداجينا بحِنكته
إذ لا يقلد مَن لشرعه طربوا

شتان بين فتىً يحيا لمِلته
وبين غِر - إلى الأهواء - ينقلب!

© 2024 - موقع الشعر