الحراسُ الأمناء - (تحية لعلماء السلف) - أحمد علي سليمان

حَيَّيتُ أهلَ الفضل والإحسانِ
بتحية الإسلام والإيمانِ

مَن أخلصوا لله ما دانوا به
واستمسكوا بشريعة الديان

مَن نافحوا عن دينهم بشجاعةٍ
وتخصّصُوا في سُنة العدنان

كانت أحاديث النبي حياتهم
إذ إنها وحيٌ من الرحمن

لم ينطق المختار - كلا - عن هوىً
بل نُطقه وحيٌ من المنان

وأحبَ أهلُ العلم سُنة أحمدٍ
فالسنة التبيانُ للقرآن

واستبسلوا في الذود عنها حِسبة
وتحمّلوا في ذاك كل هوان

واستعذبوا - واللهِ - كل مشقةٍ
حتى يردّوا فتنة الطغيان

هانت عليهم - في البلاء - نفوسُهم
وتغرّبوا - قسْراً - عن الأوطان

سعياً وراء العلم دون ترهّلٍ
كي يقمعوا تدجيلَ كل جبان

حتى يبوء الطاعنون بخيبةٍ
ويبوء أهل الدسّ بالخسران

ومَن افترى زوراً يُفند قوله
كيلا يُشوّش حاضرَ الأذهان

ومَن ابتغى تخريب سُنة أحمدٍ
فليلق أصنافاً من العُدوان

لم يعتد العلماءُ دون جريرةٍ
بل ندّدوا بمُخرفٍ خوان

وضَعَ الحديثَ على النبي محمدٍ
ومضى يُغلبُ مبدأ الرُّجحان

حتى إذا قرأ الأحاديثَ الورى
خُدِعوا بدس مُناوئ شيطان

حُراس سُنة (أحمدٍ) لم يسكتوا
بل جاهدوا في عزةٍ وتفان

واستنقذوا كل الأحاديث التي
صحّت ، وفيها ناصعُ البرهان

أمناءُ ما عملوا لغير مَلِيكِهم
فجزاهمُ الرحمنُ بالإحسان

ظفِروا بشر عصابةٍ تئد الهُدى
ويلٌ لكل مشككٍ طعّان

مَن عاش يطعن في الحديث ونصّه
ويُثير نارَ الحقد والشنآن

وينال مِن سَند الحديث تندّراً
ويَكيدُ في سر وفي إعلان

ويَعيب مَتناً ، ثم يكتبُ غيره
مِن عندِه بالدس والبهتان

وله رفاقٌ لم يراعوا حُرمة
بل أيّدوا ما كان مِن عصيان

وعلى مدى التاريخ دامتْ حربُهم
كم أوقدوا في العلم مِن بركان

فإذا بحرّاس الحديث كتيبة
خرجتْ - على الآنام - بالفرقان

وتتبعتْ ما خط أصحابُ الهوى
واستخرجتْ ما فيه من أدران

يا رب فارحمْ كل حُرّاس الهُدى
واشمَلهمُ بالعفو والرضوان

© 2024 - موقع الشعر