طيف صديق! (تحية لعلي محمود الجمال) - أحمد علي سليمان

جمّالُ روحي دامية
تبكي الكروبَ الداجية

لله أشكو يا صدي
ق العمر ذاتي العانية

جمّال كيف الصبر؟ قل
والذاتُ ذاتي ثاوية

جمّال كيف العيش في
هذي الظروف العاتية؟

جمّال هل لي من دوا؟
هل من حلول هادية؟

جمّال ماتت أنجُمي
جمّال قلها عالية

جمّال خانت صُحبتي
للعهد ، أضحت ناسية

خِلانِ ، ذاتي والهوى
أبغي حلولاً آنية

صبراً إذا حل القضا
وطغت جنود الطاغية

يا ويح قلب ثائر
نحو المنايا الجاسية

لولا النوى ، لولا الجوى
لولا القلوب القاسية

لرأتك هذي العين ، يا
سلوى العيون الطاوية

لولا أراجيفُ الهوى
نطقتْ طلولٌ ضارية

أين القِرى؟ أين الصفا؟
أين النفوس الحانية؟

في أنسكم نام الصدى
وصفت طيوفٌ بادية

ما لي هنا من بعدكم
غير الشخوص اللاهية

عن هديها وكتابها
أبداً تراها غافية

توحيدُهم عان بهم
شجّته قوسٌ بالية

هم دمروا أركانهم
عاشوا لدنيا فانية

شيطانهم أنساهمُ
نور الحياة الباقية

هذا فؤادي زغردتْ
فيه الطيوفُ الشادية

والنفسُ في تحنانها
والروحُ باتت آنية

تصغي لأناتي إذا
نأت القلوب الواعية

سار الهوينى مركبي
من فوق هذي الرابية

نفسي توارى نورُها
صارت بحق واهية

وهواجسٌ أوحت لها
لليأس كوني واعية

أواه بعد الآه قا
لتها الضلوعُ الدامية

لكنما في أنفس
شمتتْ وأرض خالية

فالخيرُ ولى والهُدى
حتى الطيورُ الحادية

وترى غراب البين يح
يا عابثاً في ضاحية

كيف السكوتُ عن العنا
عن كيد ذاتٍ غالية؟

أحيا أجرّ اليأس في
أشلاء نفسي العاتية

كان التقى ثوباً لها
كانت بحق سامية

لكنْ تهاوت من عل
ذاقت سموم الهاوية

في داركم ذقتُ الهنا
عشتُ اللياليْ الصافية

كم صغتَ فيّ الشعر كم
في الأمسيات الغانية

في الروضة الغناء كم
عشنا وكم في البادية

في الواحة السجواء كم
ذابت طيوفٌ نادية

ما لي إلى ذكراك إلا
بعض نجوى نائية

يا ليت شعري ، إنني
عانيت فقدك ثانية

تحيا هناك الآن في
تلك الديار القاصية

وأنا هنا في وحشةٍ
والنفسُ باتت باكية

أرجُوك ألا تنسني
من دعوةٍ متصافية

© 2024 - موقع الشعر