شرفت بالإسلام يا وليم! (تحية لوليم بيكارد) - أحمد علي سليمان

بيكاردُ حزت العلا والخير والأدبا
وعشتَ تدعو إلى الإسلام محتسبا

وجاءكَ المجد مختالاً بعزته
وعن فؤادكَ رجسُ الكفر قد ذهبا

ونلتَ بالسلم - بين الناس - منزلة
ما نالها لحظة مَن يملك الذهبا

وقد لمستَ الذي في النور من ألق
وكان حقاً - على الأسماع - خير نبا

أنقذتَ نفسك من شر يُهددها
وجانبُ الخير في الضمير قد غلبا

فاصلتَ مهزلة التثليث في وضح
وقد أزلت الهوى والشك والريَبا

وما ترددتَ في التقوى تدين بها
وما تعللتَ بالقربى ، ولا اتبعت أبا

والصدق زانك إذ تبعت شرعتنا
وأكرمُ الناس من يستبشع الكذبا

أعملتَ فكرك في الإسلام تدرسه
ورحتَ تستعرض الأسفار والكتبا

حتى اقتنعتَ بما في السلم من رَشد
تبارك الله من أعطى ومن وهبا

ثم انطلقت تجوب الأرض داعية
لدين ربك مهما كنت مغتربا

سخرت شعرك للإسلام منتصراً
وبعدُ أشهرت في وجه العدا الأدبا

لمّا تُخفك من الأعداء قوتهم
لأن شعرك يلقي الجمر واللهبا

قصائدٌ تكبت الكفار ، تخرسهم
يفوق تأثيرها المنمّق الخطبا

نصحت قومك ، لم تبخل بموعظة
والنصح بات لمن يرجو الهُدى سببا

وكم أردت رحى الإيضاح تمنحهم
مَحجة نورها يستنطق العجبا

وكم أبنت لطلاب تدرّسهم
حقاً تدين به ، تدعّم الطلبا

وكم تناولت في أبهى مناظرةٍ
عوار نِحلتهم مستنكراً غضبا

وكنت فنّدت ما حوت صحائفهم
من الضلالات مهما (البطريركُ) أبى

وكنت جادلت مُحتالا يلقنهم
وصولة الحق تردي من عتا وصبا

ويوم أسلمت قلنا: همة شرفتْ
تعيد حقاً من الإسلام قد سُلبا

واختار إشهاره في يوم عيدهمُ
كي لا يروْن به فرحاً ولا طربا

حتى يكون لهم - في دارهم - مثلاً
وأنت أول من في حفلهم ضربا

يا وليمَ الخير قد كانت مفاجأة
كأنها فوقهم من هولها نوَبا

وبات منهجها في الناس ملحمة
تبادل القوم في ساحاتها القضبا

وأنت فوق جواد الحق مبتهجٌ
تقيل عثرته إذا الجواد كبا

ثم امتطيت حِصان الضاد محتملاً
وعورة الدرب ، والتوهينَ والكُرَبا

فبت في أدب الأعراب معجزة
تذود عنه بما قد يعجز العربا

شرفتَ بالضاد والإسلام يا بطلاً
بريقُ باطله لمّا استقام خبا

© 2024 - موقع الشعر