الظلم - امين الكحيلي ابو الياس

مَن ذَا يَرَى أَنَّ الحَياةَ شَهِيةً
والضيقُ مِلىءُ فَضائِها بَل أَضيَقُ

الظُّلمُ يُولدُ فِي الأنامِ كَأَنمَا
باسمِ العَدالةِ حَالُنا يَتَمَزَّقُ

دَمعٌ عَلى كَفِ الطَرِيقِ مُنادِيَاً
رَبًّا يَرَى لِلدَّمعِ عَيناً تَأرَقُ

يَامَن يَجُورُ وَمَنْ تَولَّى بِاسمِنا
أَوَمَا تَرَى لِلظُلمِ حَالٌ يَنطِقُ

كُلٌ تَصَنَّعَ باسمِ شَعبٍ كَمْ رَأَى
مِمَن تَولى أَمرهُ لا يَصدُقُ

الحالُ يا اللهُ ضَاقَ فَمن لَنا
مِن مُسرِفٍ بالقتلِ أو مَن يَسرَقُ

الحالُ يا اللهُ ظُلمُ مَنِ افتَرى
بِالكذبِ أَنَّ الآتيِ آتٍ مُشرِقُ

والسَاسةُ الزُّعماءُ أَينَ شِعارُهُمْ
كُلٌ تظاهَرَ بِالسياسةِ حَاذِقُ

لا دينَ لا أَخلاقَ لا قَانُونُ فِي
حُكمِ السِياسةِ فِي البِلادِ يُطَبَقُ

إِلَى مَتى والناسُ تَحفِرُ قَبرَها
والعالمُ الغَربِيُّ دَومَاً يَقلَقُ

إِلَى مَتى والظُلمُ يَسعَى جَاهِداً
أَنْ يَكسُو فِي وَجهِ الزَّعامةِ رَونَقُ

أَنْ يَبني لِلمُحتَالِ دُورَاً يَعتَلِي
فِيهَا عَلَى أَنْقَاضِ شَعبٍ يَغرَقُ

أَنْ يَسْرِقَ القُوتُ الذي مِنْ أَجلِهِ
صِرنا شَتَاتَاً فِي البِلادِ نُفَرِّقُ

فِي كُلِ شَيْءٍ مَسَّنَا الضُرُّ وَلمْ
يَرفُق بِنا أَحداً ولمْ يَتَرَفَقُوا

يا رَبُ يا اللهُ أَنتَ مَلاذُنَا
نَدعُوكَ مِن قَلبٍ ضَريرٍ يَخفِقُ

أَخْسف بِكُلِ الظَالِمينَ وَأَكوِهِم
مِمَا اكتَوينا مِنهُ كَيْ يَتَذَوَقُوا

وانعمْ علينا يا إِلهي بِنِعمةٍ
أَنتَ المُجِيبُ وأَنتَ عَدْلٌ مُشْفِقُ

كلمات أمين الكحيلي
أبو إلياس

© 2024 - موقع الشعر