نهاية الظلم - أحمد علي سليمان

يا ظالم ذاتكَ مُختلة
وسبيلك أمستْ مُعتلةْ

ونهاية ظلمك مَضيَعَة
وتكون لمَن ظلموا مُثلة

هل غصبُك للحق ذكاءٌ؟
هلا أبديت لنا العلة؟

هل عدلٌ ما تنهب قسراً؟
أأقمت على ذاك أدلة؟

ما زلت على درب الصرعى
وأراك استخففت الثقلة

فسفكتَ بظلمك دم هذا
وهتكت الشِرعة والقِبلة

وقذفتَ بعمدٍ مؤمنة
غافلة تتّبع المِلة

وضربتَ بريئاً لم يُذنبْ
وأسأتَ اللفظة والفِعلة

وشتمتَ بلا سبب خلقاً
والشتمة كانت كالقِتلة

وسببتَ ، ولم تكُ معتدلاً
ولديك الباقي والفضلة

ولعنتَ بلا حق أمماً
واللعنة أقبحُ مِن رَكْلة

وظلمتَ ، وظلمُك منتصبٌ
والناجي مِن ظلمكَ قِلة

وبطشتَ ، وللبطش ضحايا
والبطشُ مِزاجٌ وجِبِلة

وسلبتَ حقوقاً ما سلمتْ
منك ، لذا باتت مُحتلة

وظلمتَ بلاداً وزروعاً
فقطعتَ السدرة والنخلة

وأتيتَ المنكر ، لم تخجلْ
والمنكرُ - في الجهر - مَذلة

وأويتَ إليكَ مَن انحرفوا
ولأنتم صِنوان لعُملة

وطغيتم بالسوء علينا
وغدوتم في القرية شلة

وحملتم حَملة مُنتقم
والرب انتقم مِن الحَملة

فأتاكم مِن قدر المَوْلى
ما لم يجعلكُم بمَحِلة

شرّدَكم في الأرض خزايا
مِن بعد الإملا والمُهلة

سيرتكم بالجور التصقتْ
بين الأخلاط المُنحلة

كم بكمُ الدار قد انحدرتْ
ونمتْ فيها أشقى نِحلة

فكفاكم ظلماً وضياعاً
هيا اصطحبوا أتقى ثلة

ترشدُكم للحق الأسنى
والعودة – إن شئتم – سَهلة

لتفوزوا بالخير عميماً
ولكيلا تحيَوْا في عُزلة

ولتتبعوا نهجَ التقوى
ويكون الحق لكم شعلة

ولتنتقموا مِن خيبتكم
أنعم بالمَعشر والنقلة

ولتنتبهوا مِن كبوتكم
وتفيقوا مِن تلك الغفوة

وتعيدوا حقاً مغتصباً
وفقاً للشرعة والنحلة

وعسى ربي أن يقبَلكم
في أهل التقوى والقبلة

© 2024 - موقع الشعر