عجبا - امين الكحيلي ابو الياس

عَجَباً لِمن أَحببتُ كَيفَ رَءآنِي
وَأَتَتْ بِهِ الأَيامِ بَعدَ هَوانِ

عَجَباً وقَد كَانَ الفضاءُ مُوَدِعَاً
رُوحِي اللتي دَأَبَت عَلىٰ هُجْرانِي

أَيجوزُ أَن أَحكِي إِليهِ مَتاعباً
بَعدَ الفِراقِ وقَسوةَ الكِتمانِ

أَيَجُوزُ لِي أَشكو بِقلبٍ تَائِبٍ
عن حَالِ حُبٍ تَاهَ في أَحضَانِي

أَنَا شَاعِرٌ لِلحُزنِ أُدرِكُ حِينَها
بِالحُبِ كَيفَ تَكسَّرَت جُنْحَانِي

عَصَفتْ بِي الأَشواقِ حَتىٰ أَنهُ
مَا عادَ لِي قلباً لِجُرحٍ ثَانِي

يامَن بِحُبٍ كُنتُ أَحسَبُ أَنها
مَأوى لقلبٍ مُشفِقاً بِحنانِ

وضَللتُ أَبني بِالمَشاعرِ لَهفَةً
حُلماً جَميلاً لا يَسعهُ مَكانِ

كَيفَ التقينا بِالحَديثِ كَأننا
بِالحُبِ نَرسُمُ لَوحَةً وأَغَانِي

والسِرُّ فِي العَينانِ هَل كَذبَ الهوىٰ؟
أَمْ أَنَّ نُوراً فِيهِمَا أَغرانِي

والهَمسُ كَيفَ لِذاتِ صَوتٍ آسرٍ
يَغزو الفؤادَ وَكُنْهُهُ الخُذلانِ

أدركتُ بَعدَ فَواتِ أَني سُلَّماً
أَدركتُ أَنِّي والهوى قُرْبانِ

أوما لِهذي الروحُ بَينَ جَوانحي
رُوحاً تَئنُ أَنيِنُ مِن إِنسانِ

أوما لِهذا القلب نَبضٌ كَاللذي
مِنهُ القُلوب تَهيمُ فِي خَفَقانِ

أومَا جَزاءُ المُحْسِنينَ كَما أَتَى
إِلا بِما فِي الذِكرِ مِن إِحْسانِ

ما أَنتِ إِلا قِصةً كُتِبتْ عَلىٰ
قَلبٌ يَصونُكِ نَبضُهُ ولِساني

رَاهنتُ بِالحُبِ الكَبيرِ وَليتني
أَقفلتُ قلبي دُونَ أَيَّ رِهَانِ

ما أكذبَ الحُبُ في دُنيا كهذي وكم
مِثلي حَبيباً باتَ فِي خُسرانِ

يا أَنتِ يامَن كُنتِ لِي وطناً
هل أنتِ آخرُ مَن أَتىٰ يَنعانِي

مَاذا يُفيدُ الرُّوحُ إِن وُئِدَتْ
أَو أُخْمِدتْ فِي القلبِ ذَا نِيرانِي

مَاذا يُفيدُ مِنَ العِتابِ إذاً لِمنْ
يَكفيني ذِكرىٰ مَن أَراهُ نَسانِي

والدَّربُ يَمضي والحياةُ لدورةٍ
مِن نَفسِ كَأسٍ شُربُهُ بِيَدانِ

إِني أَطُوفُ لِذاكَ حُبي زائِراً
لِلحُبِ قَبرٌ بِالصدورِ أمانِ

لِلحُبِ ذِكرىٰ بِالوداعِ مُصاحِباً
دَمعاً يَفِيضُ بِحُزنِ مِن عَينانِ

قَلبي أَفَاقَ لِمَنْ أَحَبَ مُلَوِحاً
بالنبضِ إِني كُنتُ في حِرمَانِ

يكفيني أَني قَد لَقِيتُ مَواجِعاً
بالحُبِ صِرْتُ المُبتلىٰ بِزَمانِ

كلمات أمين الكحيلي
أبو إلياس

© 2024 - موقع الشعر