شقيق الروح مكي - محفوظ فرج

إذا حلّ الغروبُ يعودُ رَكّي
بكفِّ الحزنِ تخنُقُني فأبكي
 
على فَقْدٍ بعُمْقِ القلبِ جرحٌ
يُذَكِّرُ في شقيقِ الروحِ مَكّي
 
أحسُّ كأنّهُ ما زالَ حَيّاً
وفي جنبي بحلوِ الصوتِ يحكي
 
يحدِّثُني عن الأحبابِ غابوا
يعطرٍ ذكرُهمْ قولٌ كمسكِ
 
كأنّي أستعينُ بهِ إذا ما
وقعتُ لحَلِّ مُعْضلةٍ بشكِّ
 
كما في الضيقِ لَمّا كنتُ آوي
إليهِ ويستجيب بكُلِّ ضَنكِ
 
يظنُّ الأهلُ أنّي لستُ إلّا
أخاً يَنْسى وَيُبعَدُ عن تَشَكِّ
 
فهل عَلِموا مدى حُزني عليهِ
بوقعِ رحيلهِ قد كانَ دَكّي
 
فأنْسِي حينما ألقاهُ قربي
وَبُؤْسِي إذْ تُرِكتُ على المَحَكِّ
 
بِفَقْدِ الأخِّ لم يأتِ بديلٌ
يَسدُّ مكانَهُ في يومِ فَتْكِ
 
وأنوي أنْ أعّلَّلَ في سُلوٍّ
وأبْعِدُ عنه ذاكرتي بإفكِ
 
يَلحُّ صبايَ حينَ أعودُ ألقى
بصُحبتِهِ هناءُ العيشِ مُلكي
 
تغمَّدْهُ بغفرانٍ إلهي
وَمِنْ آثامِهِ رَبّاهُ زكّي
 
د. محفوظ فرج
© 2024 - موقع الشعر