نوارة

لـ محفوظ فرج، ، في الغزل والوصف

نوارة - محفوظ فرج

كانتْ نوارةُ
لا تألو جهداً
أن تسبرَ غوري في الشعرِ
قالتْ : أهناكَ طقوسٌ لا تبرحُها
في الوعيِ أو اللاوعي ؟
ما هذا الحبُّ الذاهبُ فيكَ
إلى أبعدِ حدودِ الذوبان؟
ماهذا الأيغالُ به ؟
قلتُ : الذوبانُ به حين يكون نقياً
ليسَ تشوبُ حلاوتَهُ نزواتٌ جسدية
الأيغالُ به حين ترى المحبوبةَ
تحلمُ أن تتماهى فيكَ
كانتْ نوارةُ في ( سرتٍ )
قبلَ العدوانِ
وأنا في( سامراء )
ولم نكُ إلا معنى لا يأبهُ بالمحسوساتِ
وحينَ اقتربتْ مني في ( عمّان )
تنفستُ عبيراً منها نقلتْهُ
الأحرفُ غَطَّتْني
بنثيثِ ندىً بثَّتْهُ لها الأردانُ
سألتني هل من أثرٍ لكَ في عمان ؟
قلت : زوري مكتبةً في ( وِسْطِ البلد )
تجدينَ كتاباً فيه جنوني فيكِ
وحينَ تعودينَ إلى برقة
ستجدينَ بناتِ المعهدِ
يقرأنَ دروسَ الحب الطاهر
أمليتُ صحائفه
تتغنى فيكِ
قالت: منذ زمانٍ وأنا أبحثُ عن خيطٍ
يوصلني نحوكِ
قلتُ : زوري آثار اليونانين في قورينا
سترينَ المرمرَ في الأروقةِ الكنسية
قد دمَّرها الزلزال
ورممه الرومان
ستعيدكِ شقوق الجبل الأخضر
دورةَ أزمانٍِ فيها عهدٌ
لا نعلمُ فيهِ
من منا العاشقُ
ومن منا المعشوقُ
وحين تواجهتِ الأعينُ
عرفنا في كلٍّ منا الإثنين
 
د. محفوظ فرج
© 2024 - موقع الشعر