أحن إلى قاعة الدرس - محفوظ فرج

أحنُّ إلى قاعة الدرس
 
أحنُّ إلى قاعةِ الدرسِ
يحملُني ( ابنُ عقيل )
إلى المُبتدا
وأعشقُهُ حينَ يُصبِحُ لي حجةً
قربَ غالِيتي من ربيعة
تقمعُ حزني إمّا بَدا
يزفُّ المدرسُ شاهدَ نَحْوٍ
على وزنِهِ بارتجالٍ
أراسلُ في خِلسةٍ غزلاً مَسْمعيْها
يُغنّي لسُمرَتِها ببديعه
يناجي تواترَ اهدابها العابثاتِ
بحاجبِها
وَتَلَوِّعِ قلبيَ في مَبسَميها العِذابِ
فكم نبَّهَتني لدرسي
ودقُّ بنبضيَ جرسٌ وطاب
تَحدَّثتُ فيه لنفسي
كأنْ لم يكنْ لي كلامٌ يؤانسُها
هي خمسون عاماً ولمّا تزلْ
ليَ سلوى
كأنِّيَ فارقتُها قبلَ يومينِ
ومن لا شعوريَ تطوى
وتحبو القوافيُّ
والهةً تَتَبعُ نقلَ خطاها
وتعنو الحروفُ تُعَطرُ
صوتَ مخارجِِها بشذاها
متشبِّثةً بجدائلها
وتراودُها لتصوغَ بهمسٍ
على النحرِ أغلى قلادة
يا للسعادةِ
حينَ تغنّي بحبِّ العراقِ
تمَشِّطُ أنغامُها في سواحل
دجلةَ مثلَ النوارسِ مجنونةً
في اشتياق
وتلهو مع الموجِ فوقَ الحصى
والثرى
ويباغتُني الحسنُ
حينَ تمازحُني وتُعاندُني
في تَمَنِّعِها
وتؤجِّجُ فرطَ حنيني إليها
لعليَ أحظى بنوعٍ يُقال له خبرٌ
تتلفظه شفتيها
برقَّة فعلٍ أواسمٍ أو ايماءةٍ
تتجلى بغمازتيها
وأنّى تكونُ
فلم ألقَ منها سوى الطيبِ
طيب الكلام
إذ رسَّخَتْ سنتانِ لها
بكياني الغرام
 
د. محفوظ فرج
© 2024 - موقع الشعر