فَلْيَذْهَبِ الآتِي - محمد عبد الحفيظ القصّاب

فَلْيَذْهَبِ الآتِي
-----------

فَلْيَذْهَبِ الآتِي وخافِي الآتِيَهْ
سَتَظَلُّ تَحْصُدُ كُلَّ عَينٍ رانِيَهْ

عَينِي سَتَمْضِي في ذَواهِبَ ماضِيَهْ
أو تَسْلُبُ الأحْلامَ بَعْدَ شَبابِيَهْ

قُومِي إليَّ فَما نِدائِي صَرْخَةٌ
إلاَّ بِأزْمانٍ تَزِيدُ هَوائِيَهْ

قُومِي أغارِيدًا على صَبَواتِنا
تُنْسِي شُرُوعِي في اغْتِصابِ القافِيَهْ

كمْ أوْدَعَتْنِي بَسْمَةٌ في حُضْنِها
وقليلُ شَهْدٍ كامْتِلاءِ الخابِيَهْ

ماذا سَتَفْعَلُ بَعْدَما قامَ النَّوَى
بِرَكائِبِي؟ ماذا سَتَنْفَعُ نائِيَهْ

لا شَمْعَةً في بَهْوِنا مَقْرُورَةً!
لا وَرْدَةً في حَقْلِنا مُتَذاوِيَهْ!

ظَبْياءُ فَصْلٌ ما سَقَيتِ وِدَّنا
مَرّتْ فُصُولٌ ذابِلاتٌ جانِيَهْ

لمْ تَسْأَلِي عَمَّنْ تَعافَرَ عُمْرُهُ
لمْ تَسْأَلِي قَبْلاً عَنِ المُتَوالِيَهْ!

كمْ عُفِّرتْ مِنكِ السُّنُونُ فَهَلْ لَنا
مِنْ رِيْحْ قُرْبٍ أنْ نُعادَ عَلانِيَهْ؟!

*************************
(10)

طفلُ الحرف (18)
محمد عبد الحفيظ القصاب-93

© 2024 - موقع الشعر