سَيِّدُ الانْتِظَار

لـ محمد عبد الحفيظ القصّاب، ، في الملاحم، 28، آخر تحديث

سَيِّدُ الانْتِظَار - محمد عبد الحفيظ القصّاب

بسم الله الرحمن الرحيم
وبه أستعين

اللهم افتح لنا فتحًا مُبينا
------------------

سَيِّدُ الانْتِظَار
------------انتظار

1-مَنْ أَنْتِ؟ سَجَّانَتِي بَيْنَ الضُّلُوْعِ يَدُ
بَيْنَ الحَنَايَا تَدَاوَى عِنْدَهَا الكَبِدُ

2-عَقَدْتِ أَقْفَالَ قَطْعِي نَحْوَ قَافِيَتِي
عِنْدَ انْتِظَارِكِ هذا الشِّعْرُ يَنْعَقِدُ

3-سِجْنًا! مَتَى غَابَ عَنِّي مِنْكِ ذَرُّ هَوًى؟
تَوَقَّفَ الزَّمَنُ المَنْفِيُّ والأَبَدُ!

4-كَأَنَّ رُوْحِي عَلَى قُضْبَانِ سَاقِيَةٍ
تَمُدُّ مَاءَ حَنِيْنٍ كَانَ يَبْتَرِدُ

5-سَجَّانَتِي في صُخُورِ الصَّبْرِ مِطْرَقَةٌ
مَرْفُوْعَةٌ يَشْتَهِيْهَا النَّبْضُ والوَتَدُ

6-أَعُدُّ أحْجَارَ سِجْنِ الوَقْتِ مُنْدَهِشًا
في كُلِّ صَدْعٍ يَئِنُّ الصَّدْرُ والعَدَدُ

7-ويَشْتَفِي البَرْدُ مِنْ أَنٍّ وآنِيَةٍ
كِلاهُمَا مُكْثُ دِفْءٍ مِنْكِ يَعْتَمِدُ

8-أَشَارِدٌ؟ أَمْ سَجِيْنُ التِّيْهِ صَنَّمَنِي
إذا تَكَهَّنَ قَاضِ الحُبِّ لا السَّدَدُ

-----------افتقاد
-----------

9-تَحْتَ الرَّمَادِ يَجُوْعُ الجَمْرُ والبَرَدُ
فأَيْنَ جَمْرَةُ عِشْقِي أَيُّهَا الجَسَدُ؟

10-كَيْفَ الغَضَا مِنْ جُذُورِ الحِيْنِ جَمَّرَنِي؟
كي يَسْتَعِيْدَ رُفَاتِي الفَقْدُ والكَمَدُ

11-أَيْنَ البَخُوْرُ فَقَدْ تَاهَتْ بِهِ عَبَقًا
أَضَاعَتِ الضَّوْعَ مِنْ كَفَّيَّ أَفْتَقِدُ

12-فَمَنْ أَنَا ؟ أَنْتِ يا مَنْ تَأْتِنِي كَأَنَا!
تَشَابَكَ الصَّوْتُ والغيَّابَةُ الرُّدُدُ

13-تَرَكْتِنِي كَمْ جَمَالُ الكَوْنِ في عَدَمٍ!
وما تَحَرَّكَ طَرْفٌ عَابَهُ الرَّشَدُ

14-يَدِي تَضِيْعُ على آثَارِ غَائِبَةٍ
فَلَمْ تَجِدْ بَصَمَاتِ الحُبِّ يا أَمَدُ

15-يا تَارِكًا أَثَرًا في جِيْدِ مِحْرَقَتِي
كَلَسْعَةِ الثَّلْجِ في نَارِ الهَوَى تَلِدُ

16-فَمَا غَدَوْنا إلى ذِكْرَى بِنَا نُفِيَتْ
إلا وَرُحْنَا إلى المَنْفَى الذي يَئِدُ

---------إِفْصَاح
---------

17-تَحَدَّثِي عن عُيُونِي كَيْفَ تَزْدَرِدُ؟
عِنْدَ اللِّقَاءِ لَيَالِيْنَا وتَنْجَرِدُ

18-فَلَمْ تَرَ البُعْدَ قَابَ الشَّكِّ مُبْتَعِدًا
إلا اليَقِيْنُ قَرِيْبٌ عَنْكِ يَبْتَعِدُ

19-تَكَلَّمِي كَعُيونِ الرِّيْمِ عَاشِقَةً
تَوَسَّعَتْ.. ضَمَّها يَوْمٌ وثَمَّ غَدُ

20-لِتَرْتَوِي سَكَنًا في مُقْلَةٍ حُرِمَتْ
رُؤْيا الرَّوَابِي، وبِئْرُ الشَّوْقِ يَنْفَرِدُ

21-سَجَّانَتِي سَفَرٌ لا بُدَّ يَغْلِبُنِي
إذا تَصَارَعَ فِيْكِ العِشْقُ والجَلَدُ

22-لَكِنَّهُ عَتَبٌ لَكِنَّهُ صَخَبٌ
لَكِنَّهُ نَكَدٌ لَكِنَّهُ البَدَدُ

23-سَأَلْتِنِي وحُرُوْفُ الجَزْمِ سَابِقَةٌ
جَاوَبْتُها وضَمِيْرُ الغَائِبِ الرَّصَدُ

24-فَكَمْ أُعَانِي إلى لُقْيَاكِ مَقْبَرَةً
كَمَا تُعَانِيْنَ.. في عَيْنَيْكِ ألْتَحِدُ

25-أَسُوْقُ ظِلَّكِ في نَفْسٍ لكِ ارْتَحَلَتْ
فَعَانِقِيْها تُعَادُ النَّفْسُ والبَلَدُ

26-أَهْلاً إِيَابَكِ ما أحْلَلْتِ في وَطَنِي
فَقَدْ تَحَلَّلَ فِيْكِ الخُلْدُ والخَلَدُ

----------تضحية
----------

27-سَلُوا دِيَارَ عَرُوْسِ الشَّامِ مَا أَجِدُ
فالحُبُّ طَاغٍ وحَرْفِي الرَّمْلُ والزَّبَدُ

28-تَدُوْسُنِي قَدَمُ الإشْرَاقِ مَاحِيَةً
وَجْهًا على قَدَمِ الأظْلالِ يَسْتَنِدُ

29-تَذُوْبُ في وَضَحِ الأَشْوَاقِ لَوْعَتُنَا
إذا تَدَافَعَ قُرْصُ الشَّمْسِ والحَسَدُ

30-تَلُمُّنِي مِنْ خُيُوطِ الغَيْمِ غَازِلَتِي
لِأنْسِجَ المَطَرَ العِشْقِيَّ أَرْتَعِدُ

31-أَرْمِي فَرَاشَاتِ قَلْبِي حَوْلَ حَارِقَتِي
عَلَّ انْتِعَاشَ حَرِيْرِ المَاءِ تَعْتَمِدُ

32-مَهْمَا وَهَبْنَا ضَحَايَا المُهْجَةِ انْصَرَفُوا
إلى مَسَامِ الهَوَى في الشَّامِ وابْتَعَدُوا

33-مَهْمَا بَذَلْنَا عَظِيْمَ العِشْقِ بَعْثَرَنَا
عَظِيْمُ حُبِّكِ كالأَصْدَاءِ تَطَّرِدُ

34-سَجَّانَتِي في انْتِظَارِ الحُبِّ سَيِّدُهُ
قُضْبَانُ حُرِّيَّتَي قَيْدَ الهَوَى تَعِدُ!

----------------------------------
جديد..(34) البسيط

محمد عبد الحفيظ القصاب
صيدا-لبنان-26-10-2021

© 2024 - موقع الشعر