أنْشُودَةُ الأَلِف - محمد عبد الحفيظ القصّاب

شعر حُر
----------
 
 
أنْشُودَةُ الأَلِف
----------------
 
ألفٌ...
 
وآبقةٌ من الأحجارِ
 
قد نفرتْ من الأسوارِ
 
في لوحاتها الأسطورةْ
 
ألفٌ...
 
وآنيةٌ من الصدفِ النباتي
 
حاولت عيني العتيقة
 
في أغانِيها
 
تحيلُ زفافَها
 
للمرَّة الأولى
 
إلى عشقِ الترابِ
 
لهيكلٍ من حَدْسها
 
قد أورقتْ سحباً وبرقاً
 
والزمانُ يعينها في الخلقِ
 
داخلَ ليلةٍ مسحورةْ
 
كيفَ الغبارُ قد استقامَ
 
ولم يَعُدْ يلجُ الكهوف- محاجر الإيمان-
 
والصحراءُ تبكيهِ
 
فقيداً صالحاً، وتعيدُهُ
 
في عاتقي....
 
طفلاً كقوسِ قُزحْ
 
ويظلُّ محفوراً على الثلجِ المحايدِ
 
في دمي...
 
يستعطفُ الفمَ مثقلاً
 
بروائحِ التاريخ أنْ يبتاعَهُ
 
في شردقاتِ قدحْ.
 
ويقوده مستفرغاً زبدَ الطمي
 
بسؤاله...
 
للبذرة الأحدى بلونِ شبحْ
 
وتمادى في غصنهِ
 
ليبوحَ بالأرضِ السجينةِ
 
حِلمةً مبذوره......
 
متيمِّماً باللوحةِ المهجورهْ
 
..........
 
ألفٌ...
 
وأوَّل خفقةٍ لِلَّون في جسدِ الظلامْ
 
ألفٌ...
 
وأوَّلُ ليلةٍ تستقرىءُ الفجرَ السديمَ
 
على كتابٍ من فصيلةِ عشقهِ
 
للموتِ وهو مضى ينامْ
 
ألفٌ...
 
وآخر وصلةٍ مع عالمي
 
استنجدْ الأوراق والأقلامْ
 
تسترجعُ البطلَ الجريءَ
 
إلى رمادٍ من كلامْ
 
ألفٌ...
 
وأنتِ على ولادةِ فرحتي
 
تستوقفينَ سرابَها
 
لتنازعين شتاتَها الأبديْ
 
وتحتاجينَ للأدواتِ
 
من أرضِ المخيِّلة الأولى
 
التي فَزِعتْ إليَّ على الدوام.......
 
منفايَ
 
من أنشودتي... المغدورهْ
 
 
-----------------------
 
 
طفلُ الحرف (17)
محمد عبد الحفيظ القصاب
حمص - 992
© 2024 - موقع الشعر