دَعِيْنِي* - محمد عبد الحفيظ القصّاب

الشعر الحُر
------------------
 
 
دَعِينِي*
---------------------
 
دَعِينِي كما أشْتَهِي دُونَ زَيفْ
 
بأنْ أَكْرَهَ الجَسَدَ المُتَشَكّلَ فيكِ
 
بألفِ رَغِيفْ
 
وأَعْشَقَ لونَ الجُنونْ
 
على صَفْحَةِ الرُّوحِ
 
- مِرْآةَ صَمْتْ –
 
وأَطْرَحَ شَهْوَةَ جِنْسِي
 
على بُرْدِ زَنْدَقَتِي في سُكُونْ
 
وأبْتَلِعَ الرَّفْضَ في تُخْمَةِ الأوْلياءْ
 
وأُوْهِمَ لونِي مَخاضَ الغَباءْ
 
وأُسْلِمَ أنّي على صَحْوَةِ الكَأْسِ
 
في سَكَرَاتِ الخِيانَةْ
**
دعيني
 
أجوسُ – وحيدًا –خُصوصِيَّةَ القَدِّ
 
ومنطقةَ الاحْتِراقْ
 
ولكنَّ وحْشَةَ دُنياكِ
 
تَجْمَعُنِي في مَتاهٍ مَعَ الاصْطِفاقْ
 
أُضاجِعُ عَينيكِ سَهْوًا
 
على مَضْجَعٍ مِنْ رَمادْ
 
أُغازِلُ – وقتئذ ٍ- مُرْجَحَنًا
 
شقاوةَ ..عاجَينْ
 
تكبّرَ ..حُلْمَينْ
 
قَمِيْصَ حِدادْ
**
دَعِيْنِي
 
وشِعْرِي يُصاحِبُني مُحْسِنًا
 
يَغْفِرُ الذَّنْبَ في العِشْقِ
 
فَمِنْ عاتِبٍ خانَهُ القُرْبُ منكِ
 
إلى غائِبٍ مُسْتَهانٍ
 
على طَلْسَمِ الصِّدْقِ
 
فهلْ أسْتَمِرُّ بِذَنْبي
 
إذا ظَلَّ عِشْقي
 
مَنُوطًا بِصَمْتي
 
فهذا لأنّكِ أجْرَمْتِ
 
صِدقًا -بِحَقِّي
 
وإلاّ فَذَنْبي لأنّي
 
حَمَلْتُ هُمومِي وحيدًا
 
وأنّكِ أذْنَبْتِ
 
حَقًا- بِصِدْقِي
----------------
دَعِينِي
 
فإنِّي أَضِيعُ على دَرْبِ حَظِّي
 
بأشْيائِهِ الباهِتَةْ
 
فلنْ أجْعَلَ الشَّيْءَ مِنكِ
 
وَثِيقًا بِحَدْسِي
 
فإنِّي سَأَنْفَكُّ عَنْهُ
 
بِنَهْنَهَةٍ صامِتَةْ
 
----------
دَعِيْنِي
 
فَقَلْبِي طُفولِيْ – يُصابُ بِضَرْبَةِ شَمْسْ
 
فأَفْقِدُ نَبْضًا بِهِ
 
مُرْهَفُ الحِسّْ
 
***
هناكَ مِئاتٌ بلا قَمَرٍ يَعْشَقُونْ
 
فَهُمْ بالمِئاتْ
 
تُطالِبُ أعْيُنُهم بالحَقِيقةْ
 
فَهُم خالِدونْ
 
فِعِشْقُ الحَقيقةْ
 
كَعِشْقِ السَّماءِ
 
رَهِيبَةْ
 
تُصادِرُ أرواحَ جِنْسٍ مَعيبٍ
 
مُصِيبَةْ
 
وإنْ أَخَذَتْ بالحَقِيْقَةْ
 
فُروضُ ضَرِيْبَةْ
 
فلا بُدَّ مِنْها قَرابِينَ
 
تُدْفَعُ للسَّماءْ
 
***************
محمد عبد الحفيظ القصاب
90 حمص-سوريا
© 2024 - موقع الشعر