أبي ,,,,, - محمد عبد الحفيظ القصّاب

أبي ,,,,,
---------------
رحلتَ ,,,,,,, وورثناك ,
يا أبتي ,,,,,,,,,,هل ورثناك ؟؟
هي الحياة,,,,,,,,,,هو الموت !!
خمسُ سنين.. مازلتَ مغردًا في ذكرياتي ...
أنا شاعرُ الموت ........والفناء ...........خجلتُ منكَ عندما رحلتَ إليها .
خجلتُ من نفسي أن أرثيكَ بكلمة ......
أنا بعضٌ منك ,,,,,,ما زلتُ في عالمِ الشكِّ والألم
كنتَ أنتَ أنا ,,,,,,,,,,,,,,فهل أنا أنت !
حتى الآن ,,,,,,,,,الآن عندي !! يضجُّ في ذُلِّي كبريائي
أمّا الآن ,,,,,,,,عندكَ ,,,,,,,,,,,,كيف طعمُ الحياة؟؟!
علَّمتني....المعنى.........زرعتَ المفرداتِ العذراء...
تابعتني في الشهادة ..أن لا إله إلا الله ومحمد رسول الله ...
في الصلاة ...في الصوم ...علَّمتني كم الزكاة غنًى وطهرًا
قرأتَ عليّ القرآنَ الكريم..........حفظتُ منهُ الكثير ,,فحملتُ تبعاتِ النسيان
علَّمتني الدعاءَ ........الاستقامة ...الطيبة ..........الخوفَ من ظلمِ الناس..
أحْبَبْتَ إليَّ العلمَ ,,,,تدارستَ معي الحرفَ والرقم
حتى .....وقفَ علمُكَ عاجزًا لدي..........
علَّمتني حتى العجز .. وتركتني أخوضُ بحارَ التجربةِ وحيدًا
إلاّ ..منكَ.
غريبًا ......
إلاّ معكَ ...
شاردًا ...
إلاّ فيكَ..
أنشدتكَ أوّلَ الحروف ..
ضَمَمْتَ طفلكَ إليكَ, قوَّيتَ فيهِ إيمانهُ بلغةِ الضَّادِّ في صدرِكَ ,,,,,,,القاموس
رغمَ تفككِ الفكرة.......رغمَ ركاكةِ المعنى ..رغمَ تكسّرِ العروض.........
ضَمَمْتَني إليكَ ....تُهديني ....عَزمي وولعي ..
تُهديني ..جائزةً هي الأحلى والأغلى ,,,,,,,, أنك أبي
وأهديكَ الآن .......... شوقي إليك
 
------------------------------------
محمد عبد الحفيظ القصاب
حمص-سوريا
2-10-2005 م
© 2024 - موقع الشعر