دموع الصالحات! (سألهن أين أبي؟) - أحمد علي سليمان

ضَجَّ الضميرُ ، وطفَّ الحزنُ والقلقُ
وطال ليلُ الأسى ، وعمّه الغسقُ

والدمعُ فوق خدود الصالحات لظىً
يشوى الوجوهَ ، وبالعيون ينتطق

وفي القلوب جوىً يكوي عزائمَها
وفي النفوس إباءٌ بات يحترق

وفي المشاعر جُرحٌ نازفٌ دمُهُ
وفي الصدور صدىً يكاد يختنق

وفي الأحاسيس آلام يُغربلها
وقرحُ أزمتِها لا ليس يرتتق

وفي العواطف أشجانٌ تخمّشها
ومِن ترائبها الدماءُ تندفق

وقد أهاج سؤالُ الطفل ساكنها
وللبراءة في سؤاله عَبَق

يقول: أين أبي؟ فما الجوابُ إذن؟
ثوى الكلامُ ، فما في روحه رمق

ومَن تجبْه لقد تودي بخاطره
وبعدُ في هوّة الأيتام ينزلق

أبوه حي ، ولكنْ مَن يُفهّمُهُ
عند المليك إلى الجنات ينطلق

لذا الدموعُ غدتْ جبراً إجابته
وليس هذا عن الإيلام يفترق

قهرُ اليتيم بأخبار مروّعةٍ
أمرٌ تسوءُ به الطباعُ والخلق

ليرحم اللهُ مَن ماتوا لنصرتهِ
ويدخل النارَ مَن في حربه نفقوا

يا رب صبّر كريماتٍ فجعن بمن
كانوا الرعاة ، وبالتوحيد قد نطقوا

أنت المَلاذ لأيتام وأرملةٍ
إن الطغاة على تدميرنا اتفقوا

© 2024 - موقع الشعر