رياض الصالحات - أحمد علي سليمان

أثرٌ هز ضمير المؤمناتْ
وعلا – بالذكر – دنيا المفلحاتْ

جسّد القدوة في دنيا الورى
فإذا النبراسُ يمحو الظلمات

آية – في عالم الإنس - بدتْ
وخيالٌ – من علوم الغيب - آت

حُجّة – في الخلق – سادت قومها
إنها – والله – إحدى المعجزات

أخيالٌ – فوق دنيانا – سما؟
أم إباءٌ في سماء المكرُمات؟

إنها الحكمة والتقوى معاً
ومَعينٌ البر تاجُ الصالحات

إنها الفرقان يحيا يانعاً
إنها المِحراب للمستمسكات

إنها نورٌ به العطر شدا
عطر الكون بذكرى القانتات

إنها المجد ، فماذا بعدهُ؟
فبلوغ المجد أسمى الأمنيات

إنها الفقه ، ويكفي أنها
كل حين في صفاءٍ وثبات

صانها القرآنُ عن كل هوىً
إنما الأهواءُ أعتى المنكرات

تبذل الخير على طول المدى
إن بذل الخير سمتُ المؤمنات

تنصح العاصيَ ، تعطيه الهُدى
إنما النصحُ سبيلُ العابدات

تعظ السادر في سوق الخنا
شأنها في ذاك شأن الخيّرات

زهدتْ بالدين في دنيا الورى
لم يكن ديدنها منعاً وهات

لم تكن ثرثارة في قولها
لم تكن تهذي بقِيل الترّهات

وكذا استغنتْ عن الخلق لمَا
نشدتْ من خير رب الكائنات

خشيتْ من زلة في قولها
فتلتْ من آي ربي البينات

تضع الآية في موضوعها
كل موضوع بآي وعِظات

لم تكن تغفل عن قرآنها
إنما كانت مثال الذاكرات

حفظتْ عِرضاً ، وصانتْ نفسها
ثم كانت في عِداد الداعيات

فدعتْ لله من قد أقبلوا
إنما الدعوة نور المسلمات

ثم ربّت بالتقى أولادها
فتسامت في عطاء الوالدات

أذهبتْ لب الذي خاطبها
أدهشتهُ بتوالي النفحات

لم تكن تحيا لدنيا تزدهي
إنما تحيا لفعل القربات

وعلى القرآن عاشت عمرها
مثلها – في العيش – مثل الخيّرات

عملتْ بالوحي ، كانت في الذرى
عظمتْ لله كل الحُرُمات

لم تجاهرْ بالمعاصي ، إنما
يُنقِصُ الإيمانَ فعلُ الموبقات

شرُفَ الشعرُ بها إذ صاغها
وَردة في الروض في أبهى السمات

واستعار البدرُ من أنوارها
فإذا بالبدر في أحلى الصفات

عبقُ القرآن في أنفاسها
فائحُ الحسن رطيبُ النبرات

وحروفٌ - في القراطيس - سمتْ
كشموس العز من بين اللغات

أنعمَ الله عليها ، فوعتْ
مَثلٌ حيٌ لكل المخبتات

طيّب الله ثراها ، إنها
قدوة فضلى لكل الطيّبات

واجعل اللهم فينا مثلها
إنها – بالله – خيرُ المخلصات

واهدِ للقرآن أزواجاً لنا
إنما الذكرُ رياضُ الصالحات

واعصم اللهم زوجاً أحسنتْ
مَن سوى الرحمن يجزي المحسنات؟

وعلى المختار صلى ربُنا
وعلى الأصحاب أهل المكرُمات

وعلى الأزواج مَن كُن الضيا
أمهات مسلمات مؤمنات

© 2024 - موقع الشعر