على طريقِ الكُرُوم - محمد عبد الحفيظ القصّاب

على طريقِ الكُرُوم
******************
أيُّها الحِسُّ قِفْ في إلحاحِي للرحيلْ!
 
زارني منكَ الصمتُ منذ يومينْ..
 
أجادلُ حِسًا يرمي ظلالَهُ أمامي..
 
ودمعةً شابتْ في عينِ القتيلْ
-------------------
أخفقَ صوتي أن يصلَ أبعدَ منَ الشفاهْ
 
أخفقَ الخفقُ أنْ يناضلَ في ساحاتِ قلبي
 
سلَّمَ راياتِهِ , وينتظرُ حُكْمَ الحياهْ..
--------------
يحترفُ الجبينُ مَسَّ أناملِ الحزنْ..
 
والرأسُ مقطوعٌ للتسوُّلْ..
---------------
واعدتني قبيلَ زفافي من تلَّةِ النجومْ..
 
أن نلتقي على طريقِ الكرومْ..
 
مشيتُ وحيدًا .. أنتظرُ الطريق..
 
ترْسُمُهُ الحَصَى..
 
على جانبيهِ فارقني الحِسُّ وتدلّى
 
عنقودًا تعتصرهُ السنونُ.. وتسلّى
 
خيالُكِ أنْ يعاديهِ الهَوَى..
 
----
يا كرمةً أينَ الطريق؟
 
كيفَ خرائطي أكلَها الدودُ الصديقْ؟
 
يا عصيرَ الألمِ في الريقْ
 
ما زلتُ أعدُّ الأقداحْ
 
وأشربُ العددَ الأكثر قربًا
 
ريثما أجدُ البداية..
 
هي خطوةٌ تحتمي في دَعْسةِ العَدَمْ..
 
ستغوصُ حتى ركبةِ القَلَمْ..
------------
كيفَ أنتِ ؟
 
تريدينه يجثو ويحبو..
 
 
غارقًا في مدادِ الورمْ...
 
والندمْ...
--
أرجوحةٌ أخرى على طريقِ الكرومْ
 
نلعبُ بينَ أوراقٍ لمْ تُقْرأْ
 
يا خيالاً لا يأتي ولمْ يَبْرأ
 
من هروبٍ مستحيلْ
 
حُكْمُكِ المخطوطُ.. فيها لا يدومْ
 
والخريطةُ والدليلْ..
 
في طريقٍ يرسمهُ الرحيلْ..
-------------
ياندمْ..
 
كيفَ الوصولُ إلى القتيلْ؟
 
في رقمْ..
 
ما زالَ يخشى الورقْ !
 
يحتسي فَقْدَهُ لو صَدَقْ..
 
في كَرْمَةٍ تُواصلُ القطيعةْ !
 
في الطريقِ لم تزلْ صريعةْ
 
تراختْ أطرافُها في تخدُّرِ الترابْ
 
وباعدتْ بينَ عينيها.. لتحتوي السرابْ
 
لا ترى في رأسي المقطوعْ
 
غير منازل قامت في رجوعْ
-------------------
جدرانُها الوجدْ
 
وسقفُها اللّحدْ
 
أرافقُها للجسدِ الغائبِ
 
 
في مواويلِ العتابْ
 
 
عن رقمٍ كان في كتابْ!
 
------------
محمد عبد الحفيظ القصاب
حمص-سوريا
10-1-2006 م
© 2024 - موقع الشعر