مسرحية غنائية بين الأنا وغيمة - ابراهيم العليي

مسرحيةٌ غنائية بين الأنا و غيمة
 
سُكْرٌ عَظِيم
 
أنا
 
حَرِيٌ بِدَمْعِي الآنَ أَنْ يَتَحَجَرَا
"جُلْمُودُ صَخْرٍ" فِي المَجَازِ تَحَدَّرَا
 
أَرَقٌ وَ نَوْمٌ يَسْكَرَانِ هُنَا مَعَاً
فِي ظِل دَالِيَةٍ تُوَارِي المُسْكِرَا
 
غيمة
 
سُكْرٌ بِرَيَّا الأَمسِ يَمْحُو مَا انْبَرَى
فَبَرَى بَرَاءَاتِ المَلائِكِ مَا دَرَى
 
أنا
 
مَاذَا جَرَى ؟ وَ ثَمِلتُ بِالآهِ التِي
سَقَطَت بِفَاهِ الحُزْنِ ،
 
غيمة
 
هَلْ تُسْتَكْثَرَا ؟
 
أنا
 
مَاذَا هُنُا غَيْر السَوَادِ بِنَاظِرِي
وَ سَوَاد قَلْبِي فِيَّ يَنْضَحُ أَنْهُرَا ؟
 
مَاذَا هُنَا غَيْر انْكِسَارَاتٍ وَ مَا
صَاغُوهُ مِنْ وَجَعٍ دَنَا فَتَفَجَّرا
 
جُرْحٌ يَسِيْلُ أَخِيْطُهُ بِقَصِيدَةٍ
مِن ثََغْرِ مَن قَالَتْ لِقَلْبِي لََا تََرََى
 
غيمة
 
لَا لَا تَرَى يَا كُل كِلِّي لَا تَرَى
هَلْ كَان يَوْمَاً شَنُّ دَمْعِكَ أَحْمَرَا ؟
 
تِبْرٌ وَ مَا وَ صَلَاةُ رُوحِي فِي السَمَا
جَعَلَتْ دُمُوعَك غُصْنَ دَوْحٍ أَخْضَرَا
 
و َمَزَجْتُهُ بِلُعَابِ قَلْبِي بُرْهَةً
مِنْ شِدَّةِ الحُبِّ العَظِيمِ تَبَخَّرَا
 
فَمُطِرْتَ فِي قَلْبِي كَقُبْلَةِ عَاشِقٍ
هَطَلَتْ لِتُحْيِي فِيَّ آلاف القُرَى
 
أنا
 
إِنِّي أُحِبُّكَ أَنْتَ مَيْتٌ أَمْ أَنَا
إِنَّ الحَبِيب إِذَا اسْتَمَاتَ تَصَبَّرَا
 
غيمة
 
لَكِنَّ صَبْرِي فِيْكَ جَاوَزَ حَدَّهُ
وَ غَدَاً سَنَفْنَا
 
أنا
 
لَا سَنَحْيَا أَدْهُرَا
 
إِنَّ الفِرَاقَ إِلَى الوِصَالِ عِبَادَةٌ
تُجْزِي عَنِ الشَفَتَيّنِ أَنْ تَتَقَطَرَا
© 2024 - موقع الشعر