قصيدة وجدانية المكان من ديوان (وجدانية المكان) / همس الأنا العميق - برادة البشير عبدالرحمان

إهداء قصيدة وجدانية المكان بمثابة جزء من سيرتي الذاتية
في حدود 100 صفحة من ديوان (وجدانية المكان همس الأنا العميق)
 
إلى أمي العزيزة... نبع الحنان... إلى روح مليكة الرايس... أهدي قصيدتي هذه عرفانا بتربيتها، بحكمتها، بتضحيتها... بما زرعته في روحي وقلبي وكياني من حب وقيم وحمولة ثراتية غنية حملتها أسرتها كسائر المورسكيين عبر بوغاز جبل طارق من الأندلس إلى فاس منذ القرن السادس عشر هربا من طغيان تركة إيزابيلا وفريديناند...
فما زرعته الحضارة العربية عبر المغرب في الأندلس طيلة ثمانية قرون تشربه آل الرايس كغيرهم من الأسر المهاجرة من أسلاف أمي... فتمثلته روحي مع كؤوس حنان الأمومة من أجل ذلك أنثر حبات قلبي قوافيا على قبرِكِ يا أمي علها تُدفئ أديمَ الرمس.
قصيدة وجدانية المكان من صفحة 22 إلى صفحة 119 من ديوان (وجدانية المكان)
********************
قصيدة وجدانية المكان من ديوان (وجدانية المكان)
 
************
 
لَسْت أدْرِي !
مَا يُسعِدنِي ؟
أشَوقي لِلأمامِ ...
يدفعُنِي !
أَم حنِيني لِلخَلفِ...
يُقعدنِي ! ؟
*************
أتنفَّس الحياةَ ...
حِينَ أُطل على غَدِي !
ويَحارُ قلبِي ...
بِأمْس!
يُغرِيني !
*************
لاَ تَنسج روحِي ...
وجْداني !
دونَ خُيوطِ الزّمن !
ولا تَرقصُ نَفسي
دونَ مكان !
بمَعنَاه ....أنا.
مَعنِي ... ! !
*************
 
 
 
وُجودِي ... كحلْمي !
يتنفّسُ أبْعاد... مَكاني !
وظرفُ زمانِي ...
في غَيبتهِ...يَترنّح
مِن وهَنِي ! !
*************
فَحلمي ...كَوجودي !
بالزمَان...وحدَه ...
مُمتنعُ !
فالكل سَديمٌ،
دون مكانٍ...
كهباء...الدِّمنِ !!
*************
فضائِي !
يرَاقصُ وعيِي ...
كأَنهُ...كلٌّ !
وَكُلَّمَا خَبَوْتُ...
بَدَا... جُزْءاً !
فبينَ جُزء ...وكل...
امتدَّ...
أوسَعُ...بَوْنِ...
*************
كُلُّ ذِكْرَى ...بِمَكَانِ
تُدَغْدِغُ رُوحِي !
وَغَايَةُ التيْهِ...
رُوحٌ ...بِفَرَاغٍ !
تُحْصِي حَبَّاتِ سَبْحَةِ...
الزَّمَنِ !!
**********
وَإِنْ كَانَتِ الذِّكْرَى ...
بِنَفْسِي ...وَشْماً !
فَمُيُوعَةُ الزَّمَنِ...
كَالمَاءِ !
لاَ تَحْفِظُ ذِكْرَى ...
دُونَ رُكْنِ ! !
 
************
أَرَى "المَتَى" ؟ !
مِنْ أَزَلٍ ...
كَبَدْرٍ ...مَالَهُ مِنْ أَرْضٍ...
بُدٌّ !
يُرَاقِصُ فُقَاعَةَ...
زَمَنٍ !
فِي دَوْرَة..."الأَيْنِ؟!"
***********
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
حِضْنُ الأُمُومَةِ ...
كَحِضْنِ الأُنُوثَةِ ؟
بِعُمْقِي
تَبْعَثُ ...فِي
دِفْئَ رَحِمٍ...
كَانَ...حِضْنِي !!
**************
 
فَلاَ تُحَلِّقُ نَفْسِي ...
فِي فَرَاغٍ ؟
وَلَوْ بِوَهَمٍ...أَوْ عِشْقٍ...
فَلِكُلٍّ...ذِكْرَى مَكَانٍ!
تَحِنُّ بِهِ إِلَى...
سَكَنِ!!
**************
وَمَهْمَا تَقَدَّمَ العُمْرُ ...
بِطِفْلٍ مِثْلِي!
فَلِحِضْنِ الأُمِّ...
شَوْقُ...كُلُّ حَالِمٍ ...
بِأَمْنِ!!
***********
 
 
و مهما سما الوعي
برمز
لا يغني ...نفسا
عن لمس ...بد
كنهد...
كنصب...أو وثنِ
***********
وَالقَوْلُ ...ذِكْرَى!
تَذُوبُ...
دُونَ مَكَانٍ...
وَمَنْ ؟
غَيْرُ اللَّوْحِ يَحْفِظُ...
نَسِيجَ قَوْلِي ...
وَمَتْنِي! !
***************
 
وَالعِشْقُ... حَيَاةٌ
وَذِكْرَى !
تُبَارِحُ الوَهَمَ...بِاللِّمَمِ!
وَالأُنْثَى
بِهَا تَنْسُجُ...
أفسح ...جنات عدن...
 
***********
 
 
 
وَلَوْ كَانَ الشَّوْقُ...
بِزَمَانِ الذَّاكِرَةِ...
يَنْتَشِي!
لَكَفَتْ سُكْنَى كُلِّ مُغْتَرِبٍ...
أَفْسَحَ...جَنَّاتِ عَدْنٍ! !
عَنْ وَطَنِ ! !
***********
ِللْمَكَانِ سِحْرٌ !
لَهُ، تَتَنَاثَرُ...
عَنَاصِرُ الزَّمَنِ !
وَاغْتِرَابُ الطَّيْرِ
لاَ يُنْسِيهِ ...
رَسْمَ...وَكْنِ ! !
***********
 
المَكَانُ !
كَاللُّغَةِ...
كَخَمْرَةٍ مُعَتَّقَةٍ !
طَالَ بِهَا الزَّمَنُ...
لاَ تَعْرِفُ...
خَرَفَ المُسِنِّ! !
***********
 
فَلَوْ كَانَ...
المَكَانُ...نَافِلَةَ...
الوَعْيِ!
مَا حَلَّتْ رُوحٌ بِذَاتٍ...
وَلاَ...اقْتَرَبَتْ
صُورَةٌ...مِنْ طِينِ! !
***********
 
 
فَذَاتِي خَارِجَ أَرْضِي!
كَرِيشَةٍ...
بِفَرَاغٍ...
تَسْبَحُ بِفَضَاءِ...
القَمَرِ...
دُونَ...وَزْنِ! !
*************
مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ!؟
أَوْصَتْ...
حِكْمَةُ أُوِزيرِِيسْ...
بِالتَّحْنِيطِ !
فَالرُّوحُ...مَهْمَا سَمَتْ...
تَهِيمُ...دُونَ بَدَنِ! !
***********
 
 
 
وَلِكُلِّ شَرْقِي...
كَمْ ذِكْرَى!
بِكَمْ رُكْنِ!
فَذِكْرَى المَكَانِ
بِقَادِيسِ !
تُجَدِّدُ وَشْماً
بِحِطِينِ! !
 
***************
 
لَيْسَ فِي المَوْتِ..
صَغِيرٌ!
وَلاَ فِي الحَرْبِ...
كَبِيرٌ!
فَالمَوْتُ كَالحَرْبِ..
كَالعِشْقِ...عَنَاءُ!
يُحْيِي...وَيَفْنِي! !
****************
وَلَوْلاَ سَقْطُ اللِّوَى!
مَا سَقَتْ دُمُوعُ...
شَاعِرٍ!
فَضَاءَ "حَوْمَلٍ"
وَلاَ خَفَقَ قَلْبٌ...
لِحُزْنِ! !
****************
ومَهْمَا سَمَا الوعيُ
برمزٍ
لا يُغني ...نفساً
عن لمسِ ...بُدٍّ ...
كنَهْدٍ...
كنصْبٍ...أو وثنِ
*************
 
وَلَوْلاَ "الصَّفَا"...
وَ"المَرْوَةِ"!
لَغَارَتْ مَاءُ زَمْزَمِ!
فَتَبَخَّرَتْ لَهَا...أَنْفَاسٌ
شَوْقاً!
كَفِعْلِ رِيحٍ...
بِتَبْنٍ! !
****************
وَلَوْلاَ "الأُمِّي"
مَا دَاعَبَتْ...
قَدَمٌ..."عَرَفَات"!
وَمَكَّة ...تَحْكِي...
كَمْ "بَكَّة"
سَبَتتْ!
فِي غَفْلَةِ...الأُذْنِ! !
****************
لِلْمَكَانِ!
بِغَوْرِنَا...ذِكْرَى
تُضَارِعُ النَّائِبَاتِ...
دُونَ يَأْسٍ!
وَتُحْيِي مِنْ طَلَلٍ...
مَا كَانَ مَبْنِي! !
****************
فَمَنْ فُضَّ رُبْعُهُ...
غَصْباً!
عَانَقَهُ فِي لَفْظِهِ!
كَمَا سَكَنَ "ثمُوز"
فِي ثَمُودِ! أَو "الطُّور"...
بِمَدْيَن! !
****************
 
فَالوَعْيُ العَمِيقُ...
كَلَوْحٍ!...
يُرَاوِدُ المَكَانَ
فِي صَحْوَةٍ ...وَحُلْمٍ!
كََوَشْمٍ...
لاَ يُفْصِحُ لِغَيْرِ...
الفَطِنِ! !
****************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
فَقَصْرُ "ِالحمراءِ"...
كَجَنَّةِ العريف...
كَتَوْءَمِ حَسَّانَ!
بِالأَنْدَلُسِ...
غَايَةُ الحُسْنِ! !
 
****************
فَضَاءٌ ...
يَأْبَى ...تَدْجِيناً !
وَإِنْ حُجِبَتْ...
عَيْنُ العُرْبِ !
بَعْدَ الأَلْفِ...
بِسِتَاٍر...دَكِنِ! !
****************
ومَهْمَا سَمَا الوعيُ
برمزٍ
لا يُغني ...نفساً
عن لمسِ ...بُدٍّ ...
كنَهْدٍ...
كنصْبٍ...أو وثنِ
***********
 
 
 
بَوَّابَة...ذَاكِرَتِي !
كَخُوخَةِ الرَّحِمِ...
مُرْهَفَةٌ!
وَتَضَاِريسُ أَرْضِي...
كَنَهْدَي أُمِّي...
مِفْتَاحُ...كَوْنِي! !
****************
 
 
رَشَاقَةُ رَقْصِي ...
بَيْنَ حَبَّاتِ الزَّمنِ!
تَنْسَابُ ...
كَخَيَالاَتِ وَهْمٍ!
تُثْقِلُ...جَفْنِي! !
****************
وَعْيي بِظُرُوفِ الزَّمَنِ !
يُتْعِبُ نَفْسِي...
فَأَيُّ لَحْنٍ...
يُنَاسِبُ...رَقْصَة...
المِحَنِ! !؟
****************
 
 
 
 
فَرَقْصَةُ الزَّمَنِ...
دُونَ إِطَارٍ...
تُمَيِّعُنِي!
وَرَقْصَةُ المَكَانِ...
تُذَكِّرُ إِبْهَامِي...
بِتَضَارِيس...صَدْرٍ..
أَرْضَعَنِي! !
****************
كُلَّمَا حَاوَلْتُ براح...
مَكَانِي !
أَبَتْ "أَدْلاَلهُ"...
أَنْ تُغَادرَ عُمْقِي!
حَيْثُ مِرْآةٌ...
بَعْدَ الألف
تُذَكِّرُنِي ! !
****************
ومَهْمَا سَمَا الوعيُ
برمزٍ
لا يُغني ...نفساً
عن لمسِ ...بُدٍّ ...
كنَهْدٍ...
كنصْبٍ...أو وثنِ
***********
 
لِأَحْيَا...أَسِير
أَمَامَ تَيَّارٍ ...
يُعَاكِسُنِي !
وَفِي خُلْوَتِي...
أحْصِي أَنْفَاسًا
عَانَقَتْ رِيحاً...
إني وكرا
يَفُورُ...بِاللَّبَنِ ! !
****************
فَكَأَنِّي ...مَا سِرْتُ!
وَكَأَنَّ مَكَانِي ...
يُرَافِقُنِي !
فَقِيرَةٌ...هِيَ الذَّاكِرَةُ
إِنْ لَمْ تَمْلِك...رِيحاً
كَالسُّفُنِ! !
****************
كَمْ أًشْتَاقُ لِمَكَانِي!
حِينَ يُلاَمِسُ...مُخَيِّلَتِي ...
وَإِذْ أُحِلُّ بِهِ...
يَعْظُمُ شَوْقِي...
لِمَكْمَنٍ !
يَفُوقُ...
كُلَّ مَكْمَنِ! !
****************
فَقَاتِلُ نَاقَة صَالِح...
يُدْمِنُ المَاضِي!
والقُرْمُطِي حِين...
يَخْطِفُ "الأَسْوَد"
فَلِوَهْمِ المَكَانِ...
يَنْحَنِي! !
****************
ومَهْمَا سَمَا الوعيُ
برمزٍ
لا يُغني ...نفساً
عن لمسِ ...بُدٍّ ...
كنَهْدٍ...
كنصْبٍ...أو وثنِ
****************
 
لِلحُلْمِ حَظٌّ مِنْ عِنَاد...
"تَعَصُّب"!
لَوْلاَه...
احْتَوَانَا...الزَّيْفُ!
بِسَيْل جَارِف...
مِنْ...غُبْن! !
****************
 
 
فَالوَاقِعُ...كَالإبْرَة !
كنفس!
لا يكفي لخيط الحلم...
أن يمر به!
فيحيل "أطلال" روحي...
إلى حصن! !
****************
والحلم!
كالقلم...كالكتابة...
كاللغة...
كأنفاس عرق...عملي!
ذاك...
سجني...الذي يخرجني!
من...مكمني ! !
****************
فكلامي !
يبصم... طفولتي...
بالنَّسبِ!
ويُراعي...
تَحولَ...ألمي...وعيا!
يُفَتح عُقم أبٍ...
على خصوبة...إبنِ! !
****************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
لعبة طفلتي...
"آلاتٌ"!
تُحاكي...خيالات...
جدتي!
وغياب المكان
يَخنق...حَدْسَها...
الفَتيّؤ!
بأطراف...كفنِ! !
****************
ومَهْمَا سَمَا الوعيُ
برمزٍ
لا يُغني ...نفساً
عن لمسِ ...بُدٍّ ...
كنَهْدٍ...
كنصْبٍ...أو وثنِ
*******************
فمتعة طفلتي!
بمَضغِ الحروف...
كنشوة سقراط!
حين...
يلعب بألفاظ...
تَحلبُ...
حقًّا...مِن ظنِّ! !
****************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
أخبرتني "ماما"!
عن "عيشه"...
عن "يَزَّا" ...عن "نانا"!
أن حَوَلَ العين...
مرغوب!
يدعى بِفاسْ...
"فتلة الزينِ"!!
****************
وأن "فتلة" العين!
ترشِف الجمال...
بسحرٍ...وسرٍ!
كاليد...
اليسرى...
رمز...يُمْنِ! !
****************
 
لذلك!
أقرَّ "المقدس"...
أن "العُسر" فقرٌ!
وأن "اليُسر"...
تميزٌ!
بالخصوبة...يُغْنِي! !
****************
 
 
تقول "ماما"!
إن "الحَوَلَ"...
لا يخص سحر العين!
بل يعم اللسان...
والعقل...فالكتابة!
ويُغوي...
كُل...فنِّ! !
****************
ومَهْمَا سَمَا الوعيُ
برمزٍ
لا يُغني ...نفساً
عن لمسِ ...بُدٍّ ...
كنَهْدٍ...
كنصْبٍ...أو وثنِ ...
*********************
فالحَوَلُ "ميلُ".
حواسٍّ...
تُعانق...حدسا...
يَبيض زوايا!
تجدد...حلمي...
وتفتح...سُننِي! !
****************
 
 
 
لذلك! !
كانت "ماما"!
ترى ...ما لا أرى ...
وفي لعبة "الضَّامَةْ"...
دوما...حين تنازلني...
تغلبنِي! !
****************
 
ويوم "تحولتُ"...
لبيت الحكمة!
كفَّت "ماما"...
عن منازلتي...
ب "الضامة"!
فخِلْتُ، أني أدركت...
سر "حول" العينِ! !
****************
غير أن "ماما"!
نبهتني!
إلى أن "ميل"...
رؤياي...
لا يبدع...في كل مكان...
فسُدَّة الحلم...
تُجدي!
وعلي...أن أجنِي! !
****************
فزوايا...المكان...
كأبعاده!
بعمق...حدس!
ومرايا...العواطف...
بمنطق...
يُدفئُ...برودة عقلٍ...
للجمود...مُتقنِ!
****************
ومَهْمَا سَمَا الوعيُ
برمزٍ
لا يُغني ...نفساً
عن لمسِ ...بُدٍّ ...
كنَهْدٍ...
كنصْبٍ...أو وثنِ
****************
وإن حالف المكان ...
عواطفا!
رسبت ذراته...
بغور!
فتطفو!
حيث نسياني...
إلى...حينِ! !
****************
 
 
فنفسي أفسح...
من كون!
وسطوتي...على ذاتي...
دون...ظني!
إنها...تُفصح...
بما بي!
دون إذنِي! !
****************
وذاكرتي !
ترى...بعين حمامةٍ...
مهما طال...
مقام قفص...
أدركت "الربع"...
بعد قرنِ! !
****************
فما الزمان!
سوى
"متحرك" بمكان!
دونه...شبح غيبٍ...
بلا عين...أو أذنِ...
****************
 
 
 
لذلك!
علمتني "ماما"...
أن "الربع" مكانٌ...
والمكان...فضاءات!
بأبعاد...وعواطف...
ذات سطوة!
تعلو...
تراتُبَ...الشأنِ! !
****************
ومَهْمَا سَمَا الوعيُ
برمزٍ
لا يُغني ...نفساً
عن لمسِ ...بُدٍّ ...
كنَهْدٍ...
كنصْبٍ...أو وثنِ
****************
 
فلَوْح...ذاكرتي...
كعرض سماوات...
بأرض!
دونه...
أعظم...حاسوب!
يحلل...ويَبْنِي! !
****************
 
فلوح ... ذاكرتي...
لعواطفِ...كل فضاءٍ...
راصدا...
بعمقي...
كلما ...اتسع...
رن جرسي...
بجديد...لحنِ! !
****************
فكم ...فضاءٌ ...
رسمت عيني: كبراءةٍ...
فسذاجةٍ...
فمراهقةٍ...
ثم ...نضجٍ!
صالحَ عَواطفي...
بذهنِي! !
****************
وأنا بحضن "ماما"!
أداعب نهد...
الحنان!
رأت...براءتي:
سماءً
في "حَلَقَةِ" الدار
بنجوم مساءٍ...
تسحرني! !
**************
وعندما...تسلقت...
الدرج...
لسطح البيت!
اتسع فضاء...سذاجتي !
بسماء...
لامست "تْغَاتْ"...
و "زَلاَغْ" ؟
حقيقة...فوق...طعنِي! !
****************
ومَهْمَا سَمَا الوعيُ
برمزٍ
لا يُغني ...نفساً
عن لمسِ ...بُدٍّ ...
كنَهْدٍ...
كنصْبٍ...أو وثنِ
****************
فكل ...من اعتلى...
"زلاغ"!
بِفاس ...
كاذب!
والصادق يسعى...
بين الناس!
لا يهاب قسوة...
الألسن! !
**************
سألت "ماما" !
ما وراء "زلاغ"؟!
وعلمت...
بهُوَّة عظيمة...
عندها...
تُطفأُ...جمرة الشمس!
بعد رحلة يوم...مضنِ! !
****************
ويوم قصدت الرباط !
طلبا للحكمة!
أدركت...
أن امتداد السماء...
ينافس...امتداد خيالٍ...
بلهفة مراهق...
ضمنِي! !
****************
 
 
 
 
 
ومروري ...برواق...
الحكمة!
عرف نضوجي...
سرعةَ الضوء !
كمقياس...فضاء
من هباءاته...
كان كونِي! !
****************
ولفضاء التسلق...
ذاكرة...موشومة... !
بأناملي...وكفِّي!
أقرأ ...فيه...
بعين "زُهْرِية"!
كم معراجا...لنفسي...
بالسر...والعلنِ! !
****************
ومَهْمَا سَمَا الوعيُ
برمزٍ
لا يُغني ...نفساً
عن لمسِ ...بُدٍّ ...
كنَهْدٍ...
كنصْبٍ...أو وثنِ
****************
 
وأول ...ما تسلقت...
مُرتَفَعًا...ثدي...
"ماما"!
بأناملي...الشفافة...
والتي...يتسرب منها ...
نور الحنان!
يسيل...ذهبيا،
من عيني "ماما"!
كان...في الرضاعة...عونِي! !
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
وباللعب!
عرفت...تسلق أعتابي...
فراشي!
وعدوت وراء قطتي...
تطارد...
"بشار الخير"!
يداعب خيوط الشمس
ب "الصَّحْنِ"!!
****************
فيبدو لي ...صَحنُ
داري!
كأنه أوسع...من سمائي !
حين تطل...
من "حَلَقةِ" الدار!
يلامسها...خيالي...
كأنها ...تدنو ...منِي! !
****************
ويوم مرضت ...
بسعال!
أصيح به...كديكي...
الأبيض!
بقفص "البَرْطَالْ"...
كل فجر...يصحيني!
وبلهوي...يذكرني! !
****************
وما أَن صاح ...
ديكي الأبيض !
صباح جمعة مرضي...
حتى...أخذتني...
"ماما"!
إلى "باب عَجِيسَةْ"...
حيث العلو...
من السعال...خَلَّصنِي! !
****************
ومَهْمَا سَمَا الوعيُ
برمزٍ
لا يُغني ...نفساً
عن لمسِ ...بُدٍّ ...
كنَهْدٍ...
كنصْبٍ...أو وثنِ
****************
فأضربت...
عن اللهو ببيتي...
حين تسلقت...
"زُقَاقَ الحَجَرِ"...
و "الطالعة"...
وجاورت "قْبِيباتْ بني مرين"...
فانفلت خيالي...
مني...
وكأن...فضاء البيت...
لم يكنِ! !
****************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
وزاد بكائي...
حرارة السعال...بجسمي!
فسقتني "ماما"
عصير "لَعْطَرْشَةْ"!
بَلْسَمُها:
أثلج صدري..
وبطنِي!
****************
وأضفت إضرابي ...
عن "اللغو"...
إلى اللهو ...
فحلت "ماما" عقدتي!
إنتسابي...
لكُتَّابِ الحي !
عله يسعدنِي! !
****************
فصار تسلقي...
عقبة "مَصْمُودَةْ"...
هوايتي!
وقضيب الفقيه...
يُحرم خيالي...متعة
"التسلق"!
وحمحمةٌ...منه ... ترعبنِي! !
****************
فكرهت...اتساع...فضاء!
أثقل قيدي...
وأنا ب"المَسِيدِ" نكَصْتُ...
لِحُلمي ...
بدفئ أمي!
عله يُنقذنِي! !
****************
فأمسى خيالي!
بزوايا بيتي...
يرشف ثمالة لهوي!
فأدمنت حلمي...
ومن غيره...
قضيب زيتون الفقيه...
ينسينِي! !
****************
وإذ اكتشفت ...
سحر الإضراب!
لأبارح مَحَّارَةَ داري...
أضفت "الطعام"...
للهوي...وقولي!
يرق لي، قلب...
من معدنِ ! !
****************
 
ومَهْمَا سَمَا الوعيُ
برمزٍ
لا يُغني ...نفساً
عن لمسِ ...بُدٍّ ...
كنَهْدٍ...
كنصْبٍ...أو وثنِ
****************
فبكت...أمي!
وبخَّرت! إضرابي!
بحلم صحوة
فسهرت بلذة...
وعدها!
كأني...شربت بحر...
بُنِّ!
****************
احتضتني "ماما"!
فأفرغت...شحنة
قلقي!
وقالت:
غدا مدرستك،
بعد حمام...
يحيل قلبك...
في نعومة...قطنِ! !
****************
 
ما أطول... ليلة
وعدي...بمدرستي!
أفرغت جعبة أمي...
من إرث جدتي!
حكايات...و حكايات ...
صاغت لي خديجَ...
عزيمةٍ...
لا تَنثَنِي! !
*******************
تحكي ماما ...
كان يا مكان
حتى كان الله ...
في كل مكان ...
حتى خرج "جلجاميش""
مع أنكيدو...
طلبا سر الخلود .
في "دَلَمُونْ" ... غاية عَدْنِ
******************
لقي "جلجاميش "..
مصاعب... وأهوال...
لقطف..." زهرة أَمَرَانْتْ"
فصرع بغابة "الأرز"
كم عفريت ... وكم جنِّ...
*****************
كان يا مكان ...
في غابر الدهر... والزمان!
الشاه شهريار!
رام إذلال العذارى !
وكانت "شهرزاد"
وأختها " دنيازاد"
بالمرصاد!
لصاحب التاح
ضمانا لأمنِ !!
*************
كان يا مكان...
حتى كان الله في كل مكان
حتى كان ...
الحبق والسوسان
حتى كان ...
جبار" كْرِيكِي"
في سالف الدهر والزمان ...
مثل "النمرود" المجنون ...
و "قورش" بالسلطة مفتون
وحارق روما
"نيرون "
لا يحن لدمعة عينِ
**************
 
 
 
 
 
 
كان يا مكان...
حتى كان الله في كل مكان
حتى كان ...
"دِقَلْيانوسْ"...
قاهر الآمن من النصارى
و المأمون
ك"شارون" بالغيبوبة مسجون
فغواية الظلم ...
تقود إلى أقصى سجن
****************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
كان يا مكان...
حتى كان الله في كل مكان
حتى كان ...
الجبار الإغريقي
بالعظمة مفتون ...
قهر أحد أرباب
الفنون ...
لينحت له تمثالا ...
بمقياس ما كان ...
ولن يكون ...
ولما حضر مزهوا
على فرسه ...
مال التمثال فسقط عليه
"ظله"... وأغرقه
في هاوية المَنونْ
وَضِيعَ الشأنِ
******************
 
 
 
 
 
 
 
كان يا مكان.
في قديم الزمان...
حتى كان "علاء الدين"
العنيدْ ...
مالك المصباح السحري...
الفريدْ ...
وبساط الريح الآتي ...
بالجديدْ!
جال بِهِ
أركان الكونِ
*************
كان يا مكان !
في سالف العهد ...
والزمان إ
بآشور صاحبة الصولجان ...
أميرة بالأفراس ...
مفتونة!
سميراميس ... قضت!
لموت عشيقها...
الفرس !
دون بهاء الفتيان ...
من شدة الحزنِ.
********************
كان يا مكان...
حتى كان الله...
في كل مكان !!
حتى كان "القَنفودْ"...
أذكى من الثعلب
فمن أكل وقاس...
تجنب القصاص...
بخفة الوزنِ!!
*********************
كان يا مكان!
حتى كان العَلِيم في كل ...
مكان إ
حتى كان الراعي...
والذنب!
معاقبة الكذب ...
أودت بالخراف !!
ومن يدَّعي ... يسقى!
بِدَنٍّ... من شجنِ !!
*******************
كان يا مكان إ
في سالف الدهر...
و الزمان إ
حتى ... طمع الثعلب
في جبنة الغراب !
سخر الغراب ...
رضعنا حِيلتكَ ... في الحليب...
مع نشيد
بأحلى مقام... و لحنِ !!
*********************
كان يا مكان ...
حتى كان الغفور القهار!
في كل مكان...
حتى طغى "أبو مِشْعَلْ"...
في "دَبْدُو"
فباد ....
بدَسِّ "الرشيد" جندا ...
في صناديق الهدايا !
بكم سيف... ومِجَنِّ !!
***************
كان يا مكان...
حتى كان الحبق والسوسان ...
حتى كان الله في كل مكان...
حتى كان ... قائدا
بأحواز فَاسْ ...
عاقب طفلته الوحيدة ...
لإتلاف عود كبريت ...
فبنى قنطرة...
"بَنْ طاطو" ...
لنفي "البخل"...
وتمجيد حمرة ...
الخدينِ !
*******************
 
كان يا مكان
حتى كان الحبق والسوسان!
حتى كان ...
مهندسا ... فاسيا
رام الإستقلال...
عن معلمه...
تجنبا للإستغلال ...
فعمل "حَوْلًا" ...
دون أجر !!
لإيصال الماء ...
ل"خصة" مسجد...
وسط الصحنِ ...
*****************
كان يا مكان ...
حتى كان الله في كل مكان...
حتى كانت عروس فاس !
تَعُدُّ على رجلها اليسرى
في اليوم السابع
سمكة...
دفعا للشر...
وجلبا ليُمنِ !!
*******************
 
كان يا مكان
حتى كان الحبق والسوسان !
حتى كان في سالف العهد ...
والزمان !
الأفكار ... تطير...
كالأوهام ... كالأحلام !!
بأجنة شفافة ...
كأبجدية "زُوليخا"
حين رست بأصيلا...
كما حلت بالأطلس...
بالكلمة ... والدينِ !!
*****************
تقول "ماما"
وقول "ماما" قول...
يقينْ...
لكل حي لمسقط الرأس
ألف حنينْ
وإذا طال مقام الغربة
تدمن الذاكرة !
أسماء؛ حمو؛ وحدو؛ و حرمو...ويشو...
وعكو... وعقا؛ وأشهبار.
ولوباريس ... وأرْخ... وفنيش...
تطير من "بابل"
إلى الأطلس ...
فتسكن في كل نفس...
ولها عش في كل ركنِ !!
********************
كذلك ... تقول ماما
فحنين "حواء" ...
بالمغرب!
عانق من أزل سلالة...
عشتار
بأسماء :حرمتو؛وحدوم؛
وحادة ؛ ويطو؛ وطامو...
ويزا؛ وساغرو وأيور...
خصوبتها ناطقة بالأصل...
في الحرف واللحنِ !!
****************
تقول "ماما"
ونشيد الأمومة ...
أبلغ...
إن طعم زلال...
"بردى" و "الفرات"...
لم يفارق ... يوما ... ذوق...
واد نون... وسبو...
وأيلان...
فحمل حفنة تراب ...
وجراب ماء ...
في الغربة ... ذكرى...
وخير عونِ !!
*****************
طالت سهرتي ...
وصوت أمي...
رن ... بأذني
ويذكرني...
بدقات قلب الأمومة
تُهَدْهدني...
فتسقي بدمها...
مُدْغَتي ...
يكسوها لحما...
وبلحن قلبها أرقص ...
على خشبة المشيمة ...
كجنينِ ...
****************
خاطبتي "ماما"!
حان وقت الراحة ...
فالنوم نعمة ...
دونها النعم ... بعد عناء...
وحذرتني ماما
ركوب الآفات ...
كالمتنبي !!
فعانقت العلم ...
والرسم... والشِعر
كأروع ... فنِّ !!
****************
 
أضافت "" ماما"!
والنوم يداعب جفني !
إياك اياك!
يا إِبني !!
امتطاء صهوة ثور ...
فمن أهمل الفرس ...
خسر الرهان ...
فذاب ما باليد...
من رهنِ !!
******************
وبإلحاحٍ من فضولي...
أوصتني ماما
أحلى وصية:
بوح القلوب ...
كبوح الروح ...
كبوح عصفور الشمس بالقدس ...
كبسمة الطفولة
كفرحة العروس
يا إبنِي...
*****************
حذار يا إِبني...
أن تكثم ...
ما بالنفوسْ ...
حذار أن تُفْرِجَ ...
عن صفحة بيضاء
مِنْ "أَنَا "محروسْ
ثَمِلَ الصامت بكوب
مدسوسْ
بوابل من غبنِ...
*********************
أضافت ماما
أن العصافير ... يا بني
لا تملك حليبا ...
أو رضيعا ...
عدا طائر القدسْ ...
وحده يا بني
عصفور الشمس ...
أرضع (يافا) و(حيفا)...
و(عكا) ... و(باب المغاربة)
بالقدسْ ...
ذاك ... هناك... عصفور الشمسْ
أرضع فلسطين
حليب التمرد
فنبتت للمقدسيين ...
مخالب كالأسد ...
كعرفات ... كالشقراء عهد ...
هو طائر القدس
من لقح بحليب الحرية ...
شجرة الزيتون
ودوحة التينِ...
*********************
 
فليس لأنشودة...
عصفورنا مثال بسائر البلدْ ...
في الإرادة ... والجلدْ
فلا يستحم في رماد
الفينق عاشق الأبدْ
سوى من أرضعه
طائر القدس
نطفة ... اللبنِ
**************
يا "زهرة " المدائن !!
تترنح!
بين أركانِ المقدسِ...
حزينة النفسِ!
تجوب الأزقة ...
كالمعمدان...
ليلة قطع الرأسِ
كمريم
صبيحةَ بشارة...
الحدسِ
وَعْدُنَا بالطهارة ...
من مومسِ...
تلهو ...برأسِ
خادم الروم ...
بقن... وألف قنِ !
******************
 
يا زهرة المدائن!
تطوي الأبعاد...
في قوسِ !
كعيسى ...
عاري الرأسِ
حافي القدمين...
بدرب الآلام...
يعاند وسواس اليأسِ...
يلبي ... الفداءْ
يتطلع للسماء ْ
يوزع البسمة ...
بين الصبايا...
والأبناءْ
كطقس ... مزمنِ !
*******************
يا زهرة المدائن !
تردد مع طائر الشمس...
أنشودة العودة...
باليوم ... بالغد...
كالأمسِ !
فصبايا ليلة العرسِ...
ترفض
أن تُزَفَّ قهرا...
برمسِ...
ظلمٌ... يهز أركان ...
العرشِ
يسقي "زهرة المدائن"
بماء نجسِ
بدل حليب ...
النهدينِ ...
*********************
أوصتني ماما :
أن أفتح
بابي كحليمٍ
فيمسي كل مخالف
كَوَلِيٍّ حميم ٍ
تقول ماما :
عانق "شعرة معاوية"
واحتضن "مسمار جحا"
فمن عانق "العَصا"
مهما جَفا ...
يخور ... في رمشة عَيْنِ
**************
أوصتني ماما :
لا تنفخ في زق حداد ...
فالحدادة حليفة المنايا ...
وزَقُّهَا يكثر الضحايا
الزَقُّ يا بني
يبيض نارا
تحرق خصوبة الصبايا ...
ورمادها لوثة ...
تربو بها البلايا
فالنفخ مَبيض...
الوهنِ ...
************************
وحذرتني ماما
أن الخصوبة ... جودْ
ومقام موسيقى...
يوقع لحن الخلودْ
بالناي ...و الكمان..
والعودْ
والرباب ودقات القلوبْ
حذار يا بني
أن تأنس الجمودْ
حذار أن "تبيع"
العنوسة...
لبناتك في عمر الورودْ
فلحن الطفولة
يا بني
لقاح ضد اليأس
ونفي لجُبنِ
********************
أضافت ماما :
ليس كل أصفر ...
يَجُبُّ المشاعر دون تميز...
فالأصفر حليف الخريف ...
ينظف الأشجارْ ...
وصديق مارس ...
يمهد للورود الفراش ...
ويعبئ الآبارْ ...
الأصفر يا بني خصوبة
على وجه حواء ...
للحيض بشارَهْ
وللمبيض إشارَه
رمز رقة ...
ونعومة عصافير ...
كقبلة تدفئ الروح بحرارَه
والأصفر عند "كومفوشيوس""
للحكمة دارَه
فأطلبها دوما ولو كانت
في الصينِ !
***************
ثم تنشد ماما:
يا رَارِي... يا رَارِي...
يا رَقَّادْ الدْرَارِي...
رَقَّدْ لي وَلْدِي
فوق الفرش العالي
نينِّي ... نينِّي
**************
كان يا مكان
حتى كان ...الحبق
والسوسان
حتى كان الله
في كل المكان
حتى كان "هرقل"
الجبارْ...
اتخذ كهفا بأشقارْ
بطنجس... كمسكن
وفي غفوة ...
كادت تغلق جفني
سمعت ماما تحكي ...
إقدام "سيف ذي يزن"
يصول في ربوع ...
اليمنِ...
********************
كان يا مكان
حتى كان في سالف العهد
والزمان
"شجرة الدُّرِ "
بالمحروسة
كَمْ سَقَتْ...
من أمير وقائدٍ...
بسُمِّ كيد النساء
مدسوس...
في قطعة جبنِ ...
***************
نيني... نيني
يا راري ...يا راري
يا عال... يا عال
رقد لي ولدي
فوق الفرش
العالي...
نينِّي .. نينِّي
*****************
كان يا مكان
حتى كان في سالف العهد
والزمان
حتى كانت
حَتْشِيبْسُوتُ" و" تِي"
و"نفرتيتي" و "نفرتاري"
و" كليوبترا"
جعلن ظلا لهن ...
كم فرعونٍ... وفرعونِ !
******************
 
فلو علم...ديكي
الأبيض!
بسهرتي...
ما رفرف بجناحيه...
ولا صاح!
فمن قام ليله...
لا يحتاج...لمؤذنِ! !
****************
طال ...صمتي!
بفرحتي...
فمَزَّقَ طارقٌ بابنَا...
بِكَارَة سكينتي!
وكان...مبعوث الفقيه...
يسأل...عنِّي! !
****************
و مهما سما الوعي
برمز
لا يغني ...نفسا
عن لمس ...بد
كنهد...
كنصب...أو وثنِ
****************
 
 
أكرمت "ماما"!
"لْمْحَضْرِي"
وأخبرته بلوغي...
سن التمدرس!
وبعثت للفقيه...
ب "زيارة"...
وعتاب...مبطَّنِ! !
****************
صباحا...
رافقتُ "ماما"...
لحمَّامْ "القَاطِي"!
ب"الجْزِيرَةْ"...
فزادت حرارته...
دفء الأنوثة...
من حولي
وراقصتْ عيناي...
مشاهدا!
في حضن كبير...
أغرقنِي ! !
****************
فكأني...ما عرفت...
حمَّامًا...
بالأمس!
وكأن...فضاءه...
مَا لامس قَطُّ
عينِي! !
****************
 
 
 
 
 
 
 
ورغم...دُعابتي...
ولمزي و غمزيِ
ف"ماما"...
تراني...دومًا...
براءةً!
دون ذقنِ! !
****************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
يومها!
رافقني الحمَّامُ...
إلى بيتي!
فداعبت أركانه...
أغوار نفسي!
وأمسى...في الحلم
مسكنِي! !
****************
و مهما سما الوعي
برمز
لا يغني ...نفسا
عن لمس ...بد
كنهد...
كنصب...أو وثنِ
****************
 
ولازمتُ "ماما"!
إلى حمَّامِنا...
كل خميس!
حتى...
أوقفتني "الجَّلَّاسة"
بسؤال...ماكر!
إلى أين؟!
يا عين ...جنِّ! !
****************
يومها!
شعرت بصدمة...
"التميز"!
وأعدت اكتشاف...
جسمي!
والأسئلة ترشق...
وعيي!
ورقة صوت أمي...
يطمئننِي! !
****************
صاح...ديكي
صيحة الصباح!
خِلتها...
رنة جرس!
عانق دقات قلبي...
وهاتف سحري!
يردد...
حان موعد المدرسة...
يا إبنِي! !
****************
طَوَيْتُ الطريق !
كأني مُعلق...
بيد أمي!
أتنفس الفرح ...
بمدرسة تزهر روحي!
وتُورق...غصنِي! !
****************
 
وصرت الأول في صفي!
من فك الحروف...
إلى تخرجي!
وحين فزت...
في "الضامة" على أمي!
حققتْ الأمومة بي...
غاية... التمنِّي! !
****************
و مهما سما الوعي
برمز
لا يغني ...نفسا
عن لمس ...بد
كنهد...
كنصب...أو وثنِ
****************
فما سمعت...
ولا رأيت!...
حرفا...
إلا عانق...روحي!
كأن قلبي...
في حفظ...كل وارد...
آلة...رقنِ! !
****************
وغدا...إلى يومي!
كل فضاء...
يردد صدى معلمي!
يرقص كالفراشة
في صفي!
ويسكب في أذني...
حب الحياة!
كعصفور...يُغنِّي! !
****************
كلما!
عانَقَتِ الألفاظ ...
"سِينًا"...
تماهت مع قلبي...
برقة!
فليس كفعل "السين"
صفير يغامر...
بفتح أذنِي! !
****************
فأعذب الأصوات...
صوت "السين"
يردد...
سنرجع إلى حَيِّنَا!
له قلبي...
يُغَنِّي...ويُغْنِي! !
****************
 
فصغير "السين"...
بوجداني...
يجدد أنفاسي...
ويطرد...
ضباب الملل...
بوعيي ...وعينِي! !
****************
و مهما سما الوعي
برمز
لا يغني ...نفسا
عن لمس ...بد
كنهد...
كنصب...أو وثنِ
****************
كلما! !
زكى معلمي...
بداهتي...
وسرعة...فهمي!
تلاها:
سوف...تكون...
سوف...تنجح...
تجتاز...
من يومها...
عانقت دون الحروف...
حرف "السينِ"!!
****************
 
وحين حاضرت
بالجامعة!
في المنطق...واللغة...
والتاريخ!
عانقتُ...
روح معلمي!
فوفيتُ أحفاده ...
بعض...دينِي! !
****************
ولولا...خفة...
روح معلمي!
ورقة أمي!
ما "سقيت"
المنطق...
بدفء من همسِ...
فؤادي!
وعواطف...تبعث في...
أحلى..."سجنِ"!
****************
فأغلى ... تاجٌ
كَلَّلَ رأسي!
رؤية "بويْبْلَانْ"
من مُدَرَّجي!
فتاجُ ثلجٍ استوى...
بقلبي...
تحفة...فوق قيمة...
الثمنِ...
****************
 
 
 
الشعر...نشيدي...
وترتيلي!
فليس...كالشِّعر...
خطاب!
يتذوق...
دلالة المكان...بوعيي!
فشعب...
دون شعر...
يبقى...وجدانه...
دُونِي! !
****************
و مهما سما الوعي
برمز
لا يغني ...نفسا
عن لمس ...بد
كنهد...
كنصب...أو وثنِ
****************
ورغبة تناجي...
طربا...في لحن!
يقيس...
نبض قلب!
كأنه...
بلا وجدان...
إن لم...يُدنْدنِ! !
****************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
وسحر... الشعر...
عندي!
عزف...قلبي...
بحروف...رَوِّيٍ!
تراقص...مكانا...
بوجداني!
حلمي...أن يتم به...
دفنِي! !
****************
وبحضن...حوائي!
تتراقص...
فضاءات بقلبي!
وتغازل عيني!
أبعاد مكاني!
بشكل...ضِمْنِي! !
****************
الفروسية...
سليلة الفرس!
والفارس...اشتقاقا...
يَقْطُرُ...أنوثة!
تروض... جمالا...
ورقته...
عصية على التكهنِ! !
****************
والفارس... الأصيل!
من بالأنوثة يعتني!
دون... لجام!
حيث يمسي...
المروض...
في حكم المدجنِ! !
****************
و مهما سما الوعي
برمز
لا يغني ...نفسا
عن لمس ...بد
كنهد...
كنصب...أو وثنِ
****************
 
فلا يكون...
زير نساء...
سوى !
طالب لذة...
والثعلب!
من وطأَ...
بمال...أو سطوة...
بقلب من نحاس...
وثمالة...جُبنِ! !
****************
فما كل راكب...
فرسا...
بفارسٍ
فالعشق إن رَقَّ
لعذوبة!
كره "التثعلب"!
ولو في قصر...
ب "دَرَّةِ" المدنِ! !
****************
 
فقلب ...الأنثى!
لفضاء أذن...
أَطْوَعُ!
ولفظٌ صادقٌ...
بالقلوب...أوقعُ!
يجزيه...
سحر العين...
إن نطقت...
أخرست سائر الألسنِ! !
****************
فما كل قلوب...العذارى!
بساحة للوغى!
وما كل فارس...
على فتح القلوب...
بقادر!
وقراءة مخطوط القلب
يبدأ بالرموش...والوجنتين! !
****************
والسراب
ليس ما نتخيله!
بل ما نحياه...
بعد أن داعب...
حلما!
يذيب ...صِوانًا
يشكل...
قلبا بفضاء حب...
غير مؤمنِ!
****************
و مهما سما الوعي
برمز
لا يغني ...نفسا
عن لمس ...بد
كنهد...
كنصب...أو وثنِ
****************
 
لذلك! !
أوصتني "ماما"!
أن لا أنام...
وأنا غاضب!
والعاشق...
إن احتاج لوسيط!
كان بطبعٍ ...مهجنِ! !
****************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
من أجل ذلك!
أوصى المسيح!
بالخمرة ...خيرا...
كي تنعش الروح...
بكأس للغداء...
وأخرى...
لنوم...
في دفء حلم...ممعنِ! !
****************
فذاكرة المكان...
كذاكرة...شفتين...
بعد جيل،
تحفظان...طعم قبلة!
على ضفاف...
شروق!
بعد...ليل مزمنِ ! !
****************
كل شيء ...
إلى رِيبَة...
ينتهي!
عَدا، وقعُ المكان...
بوعيي!
ف "تربته" برائحة...
تغذي...دوما...
يقينِي! !
****************
 
 
 
 
لكل مرآته ...
فالعين ترى ...
ما نرى... مجرد وهم ...
أو طقوسْ
فمرآة شمطاء...
ترى التجاعيد ...
شقا بالمرآة
محسوسْ
في عز نهار...
أو حلكة ليل عبوسْ
كم تفيض بالعبث
نفوس... ونفوسْ
دون حاجة لشحنِ !
********************
 
 
 
 
 
 
 
وعين عذراء
تغازل ورودا
تلاطف النفوسْ
فلا ترى في المرآة...
خدشا بظل ...
منقوشْ
هو الهوى...
يَسَوس.. دون أن يدوسْ
بلجام من حريرٍ...
مرنِ...
******************
فمكاني...
ك "صورة"
يقطع... سَيْل
تَحَوُّل!
وذكرى.. .في صورة...
كمكان في ذكرى!
به.. نبض قلبي...
ورعشةُ روحي
تُمَيز.. لونِي! !
******************
 
 
 
ومهما سما... الوعي
برمز!
لا يغني.. نفسا
عن لمس بدٍّ
كنهدٍ..
كنصب...أو وثنِ !
******************
لذلك...كان.. فضائي
دوما...
يراقص وعيي...
كأنه.. كُلٌّ...
وكلما...حَبَوْتُ...
بَدَا...جزءا!
فبين..كلٍ...وجزء!
يمتد... أوسع بَوْنِ! ،
***************
ما من حي دون وُكْنٍ
وما من ذكرى...
بالفراغ...
تدنو للذِّكْر بالذات...
فلولا "أبوسمبل"
ما سمعنا ب"قاديشْ"
ولا كان "لرمسيس" حظًّا...
في وطنِ !
*************
ما من ذكرى ...
دون حصن...
فكم نجم... ضاع
سدى...
بلا ركن...
ولولا سطوة المكان...
ما عاشت القدس
بعد الفتنِ !
*********
أوصتني ماما :
لا تنس الحلم ...
فالحلم يا بني
خلية نحلْ ...
ترشف روح الزهر...
والفلْ ...
فالحلم سعدهُ مزهر
بَداهته تبيض الحل
والأملْ
ومن جف خياله
غاص قلبه...
في الوحَلْ
وذاب في يم...العنينِ...
********************
والحلم يبيض...
يا بني...
الأساطيرْ ...
وقلب دون أحلام
يَدُبُّ... كضريرْ
بالأسطورة...
نَفُضُّ خمول السريرْ
ونرنو بأفق...
حيث يفرح الإنسان
في كل لحظة ... بجنينِ
***************
في الأول كانت ...
حواء ...
في الأول كانت...
الأمومة !
كنت يا أمي ...
حضني !
و مصدر وحيي
و رحمي...الذي
يؤمن أمنِي !!
***************
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
يتبع ...

مناسبة القصيدة

ذكرى الامومة / المرحومة مليكة الرايس
© 2024 - موقع الشعر