قصيدة " ذكاء الرائحة " من ديوان : حدوس الانف العميق - برادة البشير عبدالرحمان

ذكاء الرائحة
(الأنف العميق أفصح من لسان رقيق)
********************
 
كل إلى غيره...
ينتمي!
عَدا الرائحة... بصمة!
كصوت...كطبع!
فالعُود...والدَّف...
كالنَّاي...
ليس ربابَا ...
***************
ما من جوهر...بالكون ...
أخرس!
فإن غاب لسانٌ...
فإشارة...
والرائحة أبلغ...
إعرابَا....
***************
 
 
 
 
 
 
كل حي...برائحة...
في التواصل...واصل!..
فكم ...وهمًا!
لا يفوح...برائحة...
الزيف!
ونَثْر...الروائح
ينسجُ ...
للغاية...خطابَا!
***************
فالطفل...كحواء...
في طلب الحقيقة...
حيث، التخيل...
كالدمعة...كالبسمة
يدرك العلَّة...
ويرفع... استغرابَا!
**************************
 
 
 
 
 
وإن كان التنوع...
في اللسان... عريقا ...
فالرائحة...
قبل الكلام...ملكَتْ...
الإنسان...
أحقابَا!
***************
فرائحة...الأمومة
عند الوليد...
سابقة!
وُجودها... ينفي...
تبريرا...
وأسبابَا!
***************
 
 
 
 
 
 
وإدراك الأنف...
قبل العقل ... سابق ...
وفطرة...الشم...
بالذات!
لها القلب... يميلُ
انجذابَا!
***************
كل جميل...
بالصورة... سائِدٌ!
ولولا تتويج العين...
فوق الحواس...
سلطانَا!
ما كان للجمال ..بيننا!
أنصابَا!!
****************
 
 
 
 
 
 
وليس كل جميل...
بعاقل !
وما كل ذي عقل ...
برائع ...
فكم نوابغ...
بالذَّمامة...ماتُوا
عُزابَا...
****************
يجافي العقل... الجمالَ
في كل فن!
عدا العلوم!
فالصورة ب"الحساب"...
دونه ...يغدو العلم...
سرابَا!
*********************
 
 
 
 
 
 
لا جمال...دون صورة!
فالأنف...كالشَّعر...
كالعين...كالجِيد
يضاهي الجوهر
وانتفاء تناسبٍ
يزيد النفس ...
عذابَا ...
*************
ولو... تناغمت ...
صورة الإنسان ...
بجوهر ...
أمسى الكمال ...
كظله!
فدنا... منه
قابَا! ...
***************
 
 
 
 
 
 
والمهم ليس شكل
الوسيط!
و لكن الأهم...
برائحة ...
ضمان ... رسالة...
تريح أعصابَا!!
***************
و حاجة الجمال
لبعض الروائح...
لا تفرض ... للأنف
صورة!
ففعل الروائح...
بالنفس!
كروح بالرَّاح...
تراقص سحابَا!!
***************
 
 
 
 
 
و الخيال ... في الشم
كالشِّعر... كاللحن...
كالرسم ... كالعشق!
وفي كل ... فن....
الخيال مطية!
والحقيقة للإفصاح ...
لا للحفظ!
لمن رام...
صوابَا!!
**********
الحقيقة ... كالحرية!
كالصواب...كالبراءة!
حالة ... نحياها!
وفضاء الوهم ... آسرٌ
بالسجال يجنِي...
اغترابَا!!
******************
 
 
 
والحقيقة ... كالأنثى !
فمن غيرها...
بالروائح ... أدرى؟
علمتني "ماما"
أن من مات...
دون بنات!
لا يعرف أحد ... لموته...
أسبابَا !
***********
وراء كل رائحة ...
أنثى ...
فلا يَفُضُّ ... إشكالا...
سوى، استعارة.
أنف أنثى!
فمن يشم ... قبل غيره ...
بَصَلًا!
بالبكاء ...
يتجنب... عُصابَا!!
******************
فلا يكون الإنسان...
أقرب ... إلى
الحقيقة!
إلا إذا صَلَّى
في محراب الأنوثة!
لأن الحقيقة...
للبكاء ... كالضحك...
شقيقةً ...
نسبا ... و إنجابَا!!
************
فالكبير ... كالصغير!
في عين الأنثى... سواء!
لأن الحقيقة...
في أمر ... عظيم...
كأمر... بسيط !
لا يقطفها ... سوى !
جَدٌّ...
يعانق " صدفة..."
أثناء لَهْوٍ ...
لا يسمع عِتابَا!!
**************
من أجل ذلك!
أخبرتني "ماما"
"أن الحقيقة ... حليفة...
البكاء ... و الضحك" ...
ومن يدعي ...
أن بين الحلفاء... حواجزًا!
يطول ... ذهوله...
بفم ... مُشرع...
يسيل ... لُعابَا!!
***********
تروي "ماما"!
عن " حكيمات الحمام"
عن جلسات " العصر"... بِفَاسْ!
أن الحقيقة كَالهَمِّ...
تجرح ... و تُبكي...
في الصغائر!
و عند العظائم...
يكشف الضحك...
برعشة!
أضراسا ... و أنيابَا!!
****************
 
 
 
لا تنمو حقيقة!
سوى بالحفر...
و هل يملك الإنسان...
أمضى ؟؟
من الضحك ... للشم!
للوصف ... و النقد... و الكشف!
من أجل ذلك ...
حذروا ... (سقراط)
بالسم ... عقابَا!!
****************
إن الضحك ...كالرائحة...
كالبكاء ... كالحقيقة...
كالحماسة ...
مثل التثاؤب!
عدواه .... تدغدغ...
الأرواح...!
مَثْنَى ... و أسرابَا!!
********************
 
 
فإن صمت ...عارف!
و تمادى ... جاهل!
فمن ينثر ... رائحة ؟!
وأين تُنْثرُ....
العدوى؟
من فقد فطرة... الشمِّ
وقُوة ... الضحك!
أمسى عَنِيناً ...
وعانق يَبَابَا!!
*******************
فالصمت ... كالعقم...
كالبلادة؟
يقطع أوصال...
الحواس!
كَمُطْنِبٍ... يُدمن...
تكرار!
فاقدا ... رائحة
تذكي ... إخصابَا...
***************
 
 
 
لا يَتَبَلَّدُ الحس...
سوى ... بفوضى
كقيامة العبث ...
تذيب الأحزاب...
تَعتقل الأذواق...
تسجنُ الروائح ...
بين قوسين....
و تقدم التعاطف...
قربانا!
و هل هناك ... غير...
رائحة العبث ؟
يشيع الروائح...
قَرفًا...
واكتئابَا!
*******************
 
 
 
لذلك!
وهبتنا الطبيعة
أكثر ... من أنف!
و سقت حواسنا...
بماء التضامن ...
تخفي رغبةً
و تُسْفر عن غيرها...
حجابَا!!
************
فليس الظاهر...
كالخفي ...
فسطح البحر...
كالسلوك ... كالوجود...
والموجود!
كالأنثى ... والرموز!
مثل النصوص!
لا يطابق عميقا!
يناسب ... صهوة...
وعبابَا ...
****************
 
فرقصة باليه!
على صفحة ماء...
انزلاق!
ليست كرقصة...
بطن!
تناجي ... العمق...
اشتياقا ...
فما كل ... من ناجى...
اجتاز ... النقابَا!
*****************
لكلٍّ ... حقلُه!
فأنف سطح...
للزهور .. للعطور...
للتوابل ... و الكحول ...
وفي فضاءِ
الجنس ... يصول...
فدون أريج...
"أفروديت! "
تغيب الرغبة
حيث المَيْلُ غابَا ...
**************
و للحاسوب!
أنف ... يعانق
روائح ... بالعناصر...
و الأمراض!
يغازل ... ذرة!
يداعب خلية!
تُعجز عينُ صقرٍ ...
و تَبُزُّ في الشم...
كلابَا!
*****************
و أنفنا العميق!
يعلو ... الأنوف...
و يُعجز ... " خيال"
حاسوب!
فأُفْقُنَا .. بأنف...عميق!
أرحبَ ... من خيال...
طفولة!
تروِّض ... الغرابة!
فتغدو ... بين الأنامل...
ألعابَا!!
*******************
فأي أنف يحلق...
في أفق أعمق ...
يميز ... حقدا...
عن خيانة!
يُفَصل رائحة...
هناك!
يَفترس المواقف!
جوهرا...
ويلفظُ ثيابَا...
**************
 
في أحضان...
الأنوف... العميقة!
الرائحة...
أبلغ تعبير...
لا تشكو... فصاحة!
ومن يعانق...
إنسية!
لا يحتاج "تعْريبا"
أو إعرابَا!!
***************
فليس، غير الأنف... العميق!
بقادر... أن يشم
ما بين السطور!
فيمزق ستائر الألفاظ!
يفض حجاب النصوص!
فقداسة السمك ...
الى النثانة أقرب!
ونثانة النبيذ...
من الروح...ترجو...
اقترابَا!!
****************
بالأنف العميق!
أدرك الإسكندر...
رائحة الهزيمة...
لو غامر...
فوجه شراعه...
غربا!
حيث ... "حَسَبَ"...
لقرطاج...بعد الألف...
حسابَا!!
********************
 
و ضمور حاسة الشم...
عند الفرعون "ناخو"
نشرت جثت جنده
بأحواز قرطاج...
تعانق صقورا...
وذبابَا....
*****************
 
وزكام نابليون
كغروره!
حالفا سلطان الثلج!
فطواه النفي...
يقضي الليالي...
شوقا ل"جوزفين"...
وعلى المجد...
انتحابَا!!
*******************
 
 
 
 
 
ولو كان... لباريس
أنفُ "كَاساَنْدْرَا"
ما انْدَسَّ "الحصان"...
ولا عَرفت...
"صُورُ الشَّمالِ"
خرابَا...
*************
ما كل راغب ...
بجنس!
لرائحة العشق...
مُدرك!
ولا كل... عاشق...
بأنف عميق!
للجنس...اسْتَجابَا!!
***********
 
 
 
 
من اجل ذلك!!
علمتني "ماما"...
أن أهدي أُذني...
لقلبي!
فالفتوى... لا تصح...
بعقل...إن لَمْ...
تلامسِ الفؤاد ...
الأنف العميق...
وحده!
يشم الصدق!
فكيف يصافح...
كذابَا!!
*******************
كذلك!
علمتني "ماما"
أن أشم...بعيني...
فالعين نافذة...القلب!
ميزان العين...
بلُجَّته ...
الزيف...ذابَا!
***************
كذلك!!
علمتني... "ماما"
أن أسمع ...بيدي!
لأن الكلام ... تَبَخَّر ...
معناه!
منذ هاروت وماروت!
فليس ...أفضل
من اليد ...
لقياس حرارة... قلب!
جرب... عِشقا...
أو مارس... اغتصابَا!!
*************
من أجل ذلك!!
نصحتني ... "ماما"!
بتجنب أكل
"خِصية خروف"
لأنها تجعل الفم...نثنا!
فَيَكُفُّ عن الكلام!
والموت...كان
للصامت... مآبَا!!
*************
 
كذلك!
نصحتني "ماما"
أن لا أبتلع...
"خصية دِيكٍ"!
فمن...نَثِنَ فمَه...
فَقَدَ (فن) الصُّياح!
وفي حقيقة...
الصَّباح...ارْتابَا!!
****************
فمنذ... قَلَبَ المغاربة
لفظ "إِيسَّفْ"
و أضافوا ... لِمَتْنِهِمْ...
إسم "فَاسْ"
منعوا...أطفالهم...
من أكل "خصية"...
الخروف!
ليكونوا...كالديك....
للغد... أصحابَا!!
******************
 
 
 
 
 
فرائحة الخيانة...
عند أنثي...
كنظرة حنان...
عند طفل ... بَيِّنَةٌ
كرائحة الحقيقة...
جلية ... من أزل ...
فقبل ظهور... الكلام!
عشقنا... صوت
عصفور!
وكرهنا... بوما...
وغرابَا!
******************
 
 
 
 
 
 
 
 
فكم... وهما!
لا يفوح... برائحة...
الزيف!
سوى ،عنوة ...
لذلك ...
روى "سرفانطيس"
كأي "حكيم"
عن أهل فاس!
أن (الكَامُونْ) لا يعرف
سوى لهجة الطواحين
ولغة النار...
وحدها... تعالج
العدوى ...كيا!
كي لا تتعدى...
المُصابَا!
*********************

مناسبة القصيدة

لكل باحث عن الحقيقة يحتاج الى أنف عميق كأنف الأنثى كأنف الامومة
© 2024 - موقع الشعر