عمر العاشق

رأيتُ سِجالكم وعلمتُ أَني
مُلاقيكم على مرِّ الزّمانِ

شممتُ العطرَ مِن آثارِ فنِ
تجلى مِن زهورِ الأقحوانِ

ولستُ بشاعرٍ لأقول فنّي
ولكن فيضُ حُسنكُمُ رماني

فآثرتُ الحضورَ على التّمني
وفيضٌ للقريحةِ قد رواني

فأمسكتُ اليراعَ وكانَ ظنّي
بأن أمضي وأطلقُ للعِنانِ

فأسرجتُ الحروفَ و مثل جنّي
جعلتُ الحرفَ يصهلُ كالحصانِ

ويعبرُ بحركم وبلا تجنّي
يقارعُ للقوافي بالمكانِ

فأنّي قد أتيتُ ورغمَ سنّي
أتوقُ لفجرِ شمسٍ أرجواني

فذا قلبي يُفاخرُ بالتَّكنّي
بأنّي عاشقٌ ولذا أُعاني

ويسكرُ مِن قليلِ الخمرِ دنّي
إذا ما الحسنُ عن بعدٍ رَناني

ومَن يَهوى عذابي ليسَ منّي
ولو مِن حورِ فِردوسِ الجّنانِ

ومهما عِشتُ عَن ليلي أُغنّي
وليسَ لليلِ غيري مِن أغاني

.........................
بقلمي حيدر أبو شاهين