أفصحت يا عمر - إذا ذكر عمر ذكِر العدل - أحمد علي سليمان

العدلُ - في سِيرة الفاروق - مؤتلقُ
وسَمته - لسُراة الناس - منطلقُ

وفيضُ حكمته نورٌ يُضئ لنا
دروبَ عزتنا ، إنْ عمنا الغسق

وصدقُ طاعته لله بدرُ دجىً
ومِن لآلئه التوحيدُ ينبثق

صان الحنيفة مِن كيدٍ يُهدّدها
وفي الدغاول سيفُ الحق يُمتشق

وبالعفاف تحلى في رعيته
وعن أبي بكرنا ما كان يفترق

شيخا خلافتنا ، وشمسُ مِلتنا
وأسوة ظهرتْ ، برغم مَن فسقوا

صناعة المصطفى ، وحِصنُ دعوته
مِن كل مُنحرفٍ - بالحقد - يَحترق

مَن ذا الذي يُشبه الفاروق مَعدلة؟
ومَن عليه صُوى (الفاروق) تنطبق؟

أوصى القضاة بعدل كي يُحَصّنهم
مِن أن يبيع حدودَ الله مرتزق

حتى غدا نصحُه كهفاً يلوذ به
موحدٌ - برجال الحق - يلتحق

وكل شرع سوى الإسلام مَحضُ شقا
فيا تعاسة مَن - في ذي الحياة - شقوا

لم يستعر (عمر الفاروق) أقضية
ولم يكن - لنصوص الشرع - يَختلق

إذِ النصوصُ كتاب الله يَجْمعها
وسُنة المصطفى نورٌ له ألق

لذاك أفصح إذ أوصى القضاة بما
مَع الكتاب ورُوح الشرع يتفق

وصية لو رأت - مِن القضاة - صدىً
لسادت القيمُ الشهباءُ والخلق

يا رب فارض عن الفاروق ما طلعتْ
شمسٌ فدفتْ - لها - الأصقاعُ والأفق

وصل رب على المختار سيدنا
ومَن حَنيفتَه - في الأرض - يعتنق

© 2024 - موقع الشعر