أبْراجٌ بيْضاء

لـ محمد الزهراوي، ، في الغزل والوصف، آخر تحديث

أبْراجٌ بيْضاء - محمد الزهراوي

أبْراجٌ بيْضاءَ
أنا الْموحِشُ..
سادِنُ الخَمّارَةِ
الواقِفُ بيْنَ
النّارِ والنّورِ .
صاحِياً..
أخِفُّ إلى لِقاءٍ .
ألْمَحُ بيْنَ
النُّجومِ الْعِزّةَ .
مِنْ مَنْفايَ هذا
أراها رابِضَةً
بِهالاتِها الطّلْسَمِيّةِ
في الغَيْهَبِ .
وَطَنٌ شاسِعٌ
ألْحاظُها الغابَوِيّةُ .
ساحِرٌ تَكْوينُها
في الْمَسافَةِ .
تَزْوَرُّ في
البَعيدِ تُرّهاتُ
البَياضِ الغبَشِيّةُ !
تَخْفُرُها
الغيلانُ عَلى
مُهْرَةِ الْحُلْم .
أشُمُ لَها ريحَ
امْرَأةٍ..
في حَواسِّيَ .
مَقْرونٌ نَصُّها
الغابَوِيُّ بِحَتْفي
مَجْذوبٌ أنا إلى
الوَباءِ الجَميلِ..
لِلْعُرْيِ الْمُلْتَهِبِ
لِغَزالَةِ النّهْر .
غارِقٌ مِنْ نورِها
في تَلَهُّفي أتَذَوّقُ
ماءَها البِكْر .
حافِياً أرْقُصُ أمامَ
بَرَكاتِ النّارِ عَلى
تَرْتيلِ رُهْبانٍ..
حَتّى الْمَوْت .
بِوُجودي في
حَضْرَتِها القرْمزِيّةِ..
تَزْدادُ غِياباً .
لا أُطيقُ نِعَمَها
الخَفِيّةَ..
اَلْمَمْنوحَةَ لي
لا أُطيقُ عُرْيَها
الْمُكْتَهِلَ..
إيقاعَ مَهْوى
القرْطِ الطّويلِ..
ودَهاليزَ الْكُحْلِ في
أعْيُنِها النُّجْلِ..
لا أُطيقُ الْمثولَ
أمامَها مَعً
الأباطِرَةِ في
ظِلِّها النّحيل .
لا أرى نَجْمَةَ
الوَعْرِ إلاّ..
لأَِرى الأضْواءَ !
مُرْتَهَنٌ دَمْعي
لَها في بَرِّيَّةٍ .
أَبْراجٌ بيْضاءُ..
تِلْكَ الأُغْنِيّة .
أتَآكَلُ شَوْقاً..
لأَِشْرَبَ
مِنْ مَنْهَلٍ..
مِنَ الْفَمِ
الْمُنْعَرِجِ لِلْمَوْت.
في بَهائِها
أرى القُدّوسَ
إذْ هِيَ..
غَرامُ اللّيْل .
كَيْفَ لا أولَعُ
بِرُمْحِها الطّالِعِ
مِنَ الرّؤوسِ
البَحْرِيّةِ وَضَوْؤُها
الأغْبَشُ..
يُعْشي الْبَصَرَ
طَوالَ اللّيْل .
لا أُمَجِّدُ...
جَدائِِلَها الْفَجْرِيّةَ
كيْف لا أَتوقُ
لَها وَهِيَ الْوَحيدَةُ
تَلْحَقُ حالي ؟
وَحْدي أتَمَلّى
دُرَرَها الذّهَبِيّةَ
وَتُثيرُني قِراءَةُ
النّحْرِ جِنْسِيّاً
مِنَ الدّنَسِ ..
تُنَقّي الْفُؤادَ
لَوْ يَتَسَنّى لي في
هذهِ الزّنْزانّةِ
الْمُظْلِمَةِ ..
داخِلَ الأسْلاكِ
الشّائِكَةِ لِجَسََدي أنْ
أنْظُرَ إلى
جَمالِها..
في خَلاءٍ ؟
أتَخَيّلُ طَرْقاً لها
عَلى الباب .
وَأشُمُّ رَوائِحَها
على مَقْرَبَةٍ !
سَتاتي الزّمْزَمِيّةُ..
جَرّةُ الرّوحِ مِنْ
بَناتِ عيسى
تُعانِقُني وتبُلّ
ريقِيَ الناّشِفَ!
أَحْلُمُ..
كَثيراً بالْمَشْهَدِ .
ضَحّيْتُ..
بالْكَثيرِ حَتّى أرى
زَهْوَها الشُّمولِيَ
الباَلِغَ النّدْرَةِ بَيْنَما
هِيَ حَتْماً تُمَنّيني
في غِيابِها
بِتَرَفٍ آخَرَ.
وَتُمْعِنُ..
في إِغاظَتي ؟!
© 2024 - موقع الشعر