النّداءُ الأخيرُ للرّحلةِ ٧٣٨

لـ فرحناز فاضل، ، في غير مصنف، آخر تحديث

النّداءُ الأخيرُ للرّحلةِ ٧٣٨ - فرحناز فاضل

عادةً أُمهلُها بضع ثوانِ
فتعيد البعضَ منّي وتعاني

عادةً مالت بأرجوحتها
عَلِقتْ بين التَّداعي والتَّداني

عادةً كنتُ التي خبّأتُها
بين نبضي، أسقِطتْ بالخفَقانِ

عادةً أنثاي أستخلفُها
ريثما أخفي دموعي للعيانِ

عادةً لستُ أنا جُرأتَها
حين هامت لم تفكّرْ باتِّزانِ

عادةً نمضي على أبيضنا
والخيالات بنا مدهامتانِ

عادةً نصحو على واقعنا
صحو من يجرف تيه الهذيان

عادةً أسهر ليلي ثملاً
ونجوم الظهر تجتاح كياني

عادةً وحدي أذوب من جوى
بينما الثلج بكأسي قطعتانِ

عادةً من وسطٍ أمسكُها
والعصا تحتازني بالدوَرانِ

عادةً أرقصُ مِن حولي، سوى
أنّ مَن حولي تماثيلُ الدُّخانِ

عادةً أخرجُ من خلف دمي
هارباً منّي إلى حيث أراني

عادةً ألبسُني قبّعةً
ربّما أرنبةٌ تُسحر شاني

عادةً أنشقُّ منّي قمراً
حائراً حول سماء الهيمانِ

عادةً أشعل ليلي يقظةً
ساهمٌ من إنتياب الذوَبانِ

عادةً ألتفُّ في مشنقةٍ
غزلُها أنشوطةٌ من قطِرانِ

عادةً أحصي شتاتي بيدي
ويدا غوغائه مبسوطتان

عادةً أمسي فلا أصبح بي
ليس ما بي بي بحينٍ أو أوانِ

عادةً أرضي زجاجٌ لزجٌ
وسمائي بشظايا كالدِّهانِ

عادةً أتبعُ ظلّي شارداً
وزماني حائرٌ بين مكاني

عادةً أسبقني نحو هنا
جهتا عودتنا مجهولتانِ

عادةً بضعُ تفاصيلٍ لها
جرّدتها غافلتها نقطتانِ

عادةً لم تشجني موجاتها
بينما ما قد شجاني قد كفاني

بينما يلهو البيانو صامتاً
لا أغانٍ بل نواحٌ للكمانِ

إنّها مأمورةٌ موجوعةٌ
وأنا معصوبُ قلبٍ وجَنانِ

ليس من عادتها تُجلسني
بينما فكري رهينُ الطيران

لحظة وانطلقتْ وانطفأتْ
اعتلت للموتِ فوق الشمعدانِ

...........
.........

٩-٩-٢٠١٨م
فرحناز سجاد حسين فاضل

© 2024 - موقع الشعر