قبلةٌ غيرُ موقوتةٍ - فرحناز فاضل

ياقُبلةً من فم اللهِ المُدلّاةُ
إلى السّماءِ، ووجهُ الغيمِ سِبحاتُ

ارمي إليّ ببرقٍ وامطري زبداً
إنّي أحلّقُ موجاً فوقهُ النّاتو

إنّي أدلّكُ ظهرَ الفِتْنِ واديَهُ
فلْتسلكي في فجاجٍ تحت مَن ماتوا

فلْتخبري عن زجاجاتٍ ملوّنةٍ
ولْتسمعي فربابُ الرّوعِ نوتاتُ

هذي الزّرافاتُ والرّعيانُ تائهةٌ
هرعنَ في الأينِ والنيرانُ غاباتُ

أعدو لأمسكَ مايرشيه من شررٍ
تغلو وتُغلى فللكبريتِ غاياتُ

الرهنُ مرفوضةٌ للرّوحِ في بذخٍ
وليقصفوها فسهمُ الموتِ مشكاةُ

لتعلمي العهرَ من خلفِ العُري ترفٌ
ولتخصفي قد بدتْ للحربِ سَوءاتُ

تدلو لهاةُ كلامِ السِّلمِ مرهقةً
فالحرب من بعضها للكلّ ملهاةُ

جُنّت فماذا جنينا غير أدمعنا
غير الخراب دمارا وارتقى اللاتُ

أين الجهاتُ؟ فقد أمست تمارقني
أين الجهادُ؟ وقد أضحى له شاتُ

ففي يميني وطيني عُرفُ مسغبةٍ
وفي يقيني ويقطيني شعاراتُ

أين المداركُ؟ بل أين الحميّةُ؟ بل
أين القضيّةُ؟ كالأجسادِ ملقاةُ

سهمٌ هنا ناشبٌ، سهمٌ هناك مضى
فما ترى غيرَ أنَّ الحمقَ آياتُ

٢٣ آب ٢٠١٦م
فرحناز فاضل

© 2024 - موقع الشعر