قبلة عاشقة - هاجر البريكي

تُرَفرِفُ حَولَ القَلبِ لَيلاً شَواردُ
وَتُشعِلُهَا شَوقَاً إليكَ الوَسَائِدُ

أحُطُّ عَلى جَمرِ الحَنينِ غِوَايَةً
وَأصعَدُ فِيْ كَفِّ المَسَاءِ أُكَابِدُ

فذَلِكَ بُعدٌ لا أرُومُ عَذَابَهُ
وَذَلِكَ عِشقٌَ لِلفُؤَادِ يُعَاوِدُ

رَعَتكَ يَدُ الآمَالِ لمَّا تَزُورُنِيْ
ولَيلٌ عَميقٌٍ أطْوَلُ الخَطو سَائِدُ

أُقبِّلُ مِنكَ الطَّيفَ حَتَّى أخَالَهُ
مِنَ الشَّوقِ قُربِي فِي المَنَامِ يُرَاوِدُ

تُبَادِلُنِي حُبَّاً وَأَنتَ مُوَدِّعِي
وَتَقتُلُنِي شَوقَاً وَأنتَ تُبَاعِدُ

أرَاكَ تُمِيطُ البُعدَ مِنْ تَحتِ لَهفَتِي
وَيَأخُذُنِي شَوقٌ حَمِيمٌ وَرَاعِدُ

فَأَمطِرُ فِي الآهَاتِ ليلاً يَضُمُّنِيْ
كَمِلءِ سَحَابِ الغَيثِ غَيثَاً أُزَايِدُ

حَنَانَيكَ رُوحِيْ إِنَّ رُوحِي وَحِيدَةٌ
وَقَدْ طَوَّقَتهَا فِي الغَرَامِ القَلائِدُ

حَبِيبِي وَهَلْ فِي الحُبِّ غَيرُ حِكَايَةٍ
رَوَتهَا عُيُونِي إِذْ رَوَتنِي القَصَائِدُ

أنَا قُبلَةَ العُشَّاقِ مَوطِنِيَ الهَوَى
وَجِئتُ بِقَلبٍ لا تَرَاهُ الشَّدَائِدُ

غَلَبتُ عَصَا الأيَّامِ حَتَّى كَأَنَّنَيْ
مَنَ الحُبِّ قَدْ أَصغَتْ إِلَيَّ الشَّوَاهِدُ

حَفِظتُ هَوَاكَ المُستَحِيلَ وَأدمُعِيْ
رَعَتهَا بِحُضنِ الصَّبرِِ فيَِّ سَوَاعِدُ

فَإِنْ كُنتَ تَبغِيْ فِي الوِصَالِ سَعَادَةً
فَأنِّي وَرَبِّي للوِصَالِ أُجَاهِدُ

وَلَكنَّ صَمتِي حَالَ دُونِي وَدُونَ أنْ
أُوَزِّعُ فِي لَيليكَ بَوحَاً يُنَاشِدُ

© 2024 - موقع الشعر