انتظار - رضوان الحزواني

انتظار
 
*كان على الموقف يتململ،
حتّى أقبلت تنتظر "الباص" معه......
 
هَوّمَتْ مَوْجَةُ عِطْرٍ
 
في ثَنَايَا الدَّرْبِ
 
تَسْبَحْ
 
وَإذ الْكَوْنُ عَلَى نَقْرِ خُطَاهَا يَتَرَنَّحْ
 
وَإذا الْجُدْرَانُ مِنْ حَوْلِي تَهْتَزُّ..
 
وَتَصْدَحْ
 
إنَّهَا أُغْرُودَةُ الألْوَانِ في أفْقِيَ تَسْنَحْ
 
أيُّ سِحْرٍ مُتْرَفُ الأرْدَانِ والسِّيْمَاءِ ألْمَحْ؟
 
وَأفَاقَ "الْمَوْقِفُ" الغَارقُ في الْهَمِّ
 
وَسَبَّحْ
 
رَفْرَفَتْ أضْلُعُهُ السُّوْدُ
 
وَمَالَتْ تَتَرَجَّحْ
 
وَعَلا فيها وَجيْبُ الْقَلْبِ حَتَّى كَادَ يَفْضَحْ:
 
"أنتُما طَيْرَان..
 
إنّي قَفَصٌ حَانٍ..
 
وَمَسْرَحْ"
 
وَارْتَمَى الشَّالُ
 
عَلَى الْعَاتِقِ
 
مَوَّالاً مُجَنَّحْ
 
وَعَلَى الخَصْر...
 
يَمُوْجُ الْبَحْرُ وَالشُّطْآنُ تَمْرَحْ
 
ضَاقَ عَنْهُ "بَنْطَلُوْنُ الْجِنْزِ"
 
فَازْوَرَّ..
 
وَأفْصَحْ
 
* * *
 
 
 
أنْتِ.. مَا أنْتِ؟
 
تَرَانيمُ رَبيعٍ أمْ مُوَشَّحْ؟
 
أنْتِ أعْراسُ الأمَاني.. وأَنَا جَفْنٌ مُقَرَّحْ
 
أنْتِ!.. يَا أُسْطُورَةَ الْفَجْرِ الْمُنَدَّى يَتَفَتَّحْ
 
لَوْحَةٌ هَامَ بِهَا الْفَنُّ
 
فَهَلْ صَوَّرَ أمْلَحْ؟
 
* * *
وَدَنَتْ خَجْلَى وَشَيْءٌ في رُؤَى الْعَيْنَيْن لَوَّحْ
 
تَمْتَمَتْ..
 
أحْسَبُهَا تَسْألُ:
 
"مَاذا الْوقْتُ أصْبَحْ؟"
 
مَا عَلَيْهَا؟
 
لَوْ دَنَتْ تَسْألُ عَنْ قَلْبٍ مُجَرَّحْ؟
 
ما عَلَى جَفْنَي لَوْ يَصْحُو مَعَ الْفَجْر
 
وَيَفْرَحْ؟
 
 
مَا يضيرُ الْوقْتَ لَوْ يَمْتَدُّ سَاعَاتٍ
 
وَأَفْسَحْ
 
لَيْتَنَا نَفْنى انْتِظاراً وَبِنَا الأحْلامُ تَسْرَحْ
© 2024 - موقع الشعر