عروسة البحر - رضوان الحزواني

عروسة البحر
 
كنت أظن عروسة البحر أسطورة
حتّى رأيتها يوماً على شاطئ...
 
رَقَصَ الْجَمَالُ عَرُوسَةَ البحرِ
 
لمّا طَلَعتِ بحُسْنِكِ المُغْري
 
أَوَ تَعْلَمُ الأمْواجُ مَا حَمَلَتْ
 
فَتَدَافَعَتْ مَحْبُورَةً تَجْري
 
أمَّا أَنا فَسَفَائني غَرقَتْ
 
ورَجَعْتُ لا شَمْسِي وَلا بَدْري
 
عَصَفَت بِهَا الأمْواجُ فَانْكَفَأَتْ
 
لَمَّا نَشَرْتُ شِرَاعِيَ العُذْري
 
***
مِنْ أيْنَ جئْتِ إليّ؟ مِنْ جُزُر
 
-الفَيْرُوز أمْ مِنْ عَالَمِ السِّحْر
 
أمْ مِنْ ضَمِيْر الْبَحْر قَادمَةٌ
 
يَا بحْرُ! كَمْ تَسْخُو عَلَى الْبَرِّ!
 
وَتُعَابِثينَ الْمَوْجَ في مَرَحٍ
 
لله! هَذَا الْمَوْجُ لَوْ يَدْري
 
أَوَ ذَاقَ مِنْ نُعْمَاكِ يَانِعَةً؟
 
فَهَوَى إلَيْك بِلَهْفَةِ الصَّقْرِ؟
 
وَنَزَا....
 
فَغُصْتِ...
 
فَهَاجَ في نَزَقٍ
 
فَارْتدَّ يَلْهَثُ جَانِبَ الصَّخْرِ
 
وَطَلَعْتِ بَعْدَ هُنَيْهَةٍ ألَقاً
 
وَضَّاءَةً كَالْكَوْكَبِ الدُّرِّي
 
 
وَعَلَى قَوَامِكِ يَزْدَهِي حَبَبٌ
 
يَا كَأسَك الرَّيَّانَ في الْحَرِّ!
 
كَغَمَامَةٍ
 
تَتَقَاطَريْنَ
 
نَدَىً
 
يَا طِيْبَ مَا تَهْمِينَ مِنْ قَطْرِ
 
أَنَا هَهُنَا لَهْفَانُ مُرْتَقِبٌ
 
مِنْ ألْفِ عَامٍ ظَامِئُ الثَّغْرِ
 
لَوْلا انْثَنَيْتِ إليَّ زَاهِرَةً
 
مَيَّاسَةً مَيْمُونَةَ الطَّيْر
 
عِنْدِي الظّلالُ وَخَافِقٌ كَلِفٌ
 
وَقَصَائِدٌ أنْدَى مِنَ الزَّهْرِ
 
مُرِّي أمَامِي نَسْمَةً..
 
أَرَجَاً
 
وَتَبَخْتَري كعرائِس الشِّعْرِ
 
 
وَتَأوَّدِي مَا شِئْتِ
 
وَانْطَلِقِي
 
واسْقِي الرِّمَالَ سُلافَةَ العِطْرِ
 
لَوْ تُبْصِرِين مِظَلَّتي خَفَقَتْ
 
أضْلاعُهَا مَشْبُوبَةَ الصَّدْرِ
 
فَتَمِيْلُ مِنْ وَجْدٍ
 
وَمِنْ طَرَبٍ
 
وتَوَدُّ لَوْ طَارَتْ إلى الْبَحْر
 
وَتَوَدُّ لَوْ حَضَنَتْكِ مِنْ شَغَف
 
وَحَنَتْ عَلَيْكِ مَخَافَةَ الْحَرِّ
 
***
مَاذَا إذَا حَمَلَتْكِ أجْنِحَتي
 
ثمَّ انْطَلَقْنَا...
 
لِلدُّنى الْخُضْرِ؟؟
 
 
مَاذَا؟
 
وَيَفْتَرُّ الرَّبيْعُ لَنَا
 
ويَرُشُّنَا بِالصُّفْرِ وَالْحُمْرِ
 
مَاذَا عَلَى طَيْريْن
 
إنْ خَفَقَا لَهْواً
 
وَحَطَّا بَعْدُ في وَكْرِ
 
وَالْتَفَّ مِنْقَارانِ وَاشْتَبَكَا
 
يَتَنَازَعَان مَراشِفَ الْخَمْر
 
مَاذَا؟
 
وَنَغْدُو بَعْدَهَا لَهَباً
 
وَالْبَحْرُ
 
يُطْفِئُ سَوْرَةَ الْجَمْر
© 2024 - موقع الشعر