تحدّثي - رضوان الحزواني

تحدّثي
 
 
*هو في عالم، وهي في عالم، ومع أنّها كانت تحدّثه
عن عالمها العاجي، وعن همومها المترفة
فإنّه أصغى بشغف إليها..
 
 
تحَدّثي تَسْبَحِ الطُّيُوبُ
 
وَيَنْسَرحْ عَالَمٌ رَحيْبُ
 
تَنَاقَلَتْ هَمْسَكِ السَّوَاقي
 
وَرَنَّمَتْ خَطْوَكِ الدُّروبُ
 
وَضَوَّأَتْ بِالرُّؤَى نُجُومٌ
 
تَطُوفُ مِنْ حَوْلِنَا.. تَلُوْبُ
 
 
 
تَنَهَّدَ الرَّوْضُ..
 
أسْمِعِيْهِ
 
كَمْ تَاقَ لِلَّحْنِ عَنْدَلِيْبُ
 
تَلَعْثَمِي
 
نَغْمَةَ الْقَوَافي
 
وَأنْتَ يَا شِعْرُ..
 
يَا نَسِيْبُ
 
لَنْ تَبْلُغُوا أحْرُفاً حَريْراً
 
تَغْزلُهَا
 
الشَّفَةُ اللَّعُوبُ
 
تَسَلْسَلَتْ
 
كَوْثَراً نَدِيّاً
 
يَزْكُو عَلى شَطِّهِ اللَّهيْبُ
 
فَأَرْسِلي أيَّمَا حَديْثٍ
 
مَا شِئْتِ..
 
فَالْمُجَتَنَى رَطيْبُ
 
وَرَدِّدِي
 
مَا تَرَيْنَ ألْفاً
 
فَكُلُّهُ
 
طَارفٌ قَشِيْبُ
 
فَلَغْوُكِ الْعَذْبُ شَدْوُ طَيْرٍ
 
تَعْشَقُهُ الأذْنُ وَالْقُلُوبُ
 
يَا حَبَّذَا لَغْوُكِ الْمُعَنَّى
 
وَهَمُّك الْمُتْرَفُ الحَبيْبُ
 
وَشُعْلَةٌ في اللَّمَى تَلَظَّتْ
 
وَسُكَّرٌ فَوْقَهَا يذُوْبُ
 
هَلْ يَتّقَي لَهيبَها فَرَاشٌ
 
وَعَاشِقُ اللّهيبِ هلْ يَتُوبُ
 
كَمْ يَشْتَهي قُبْلَةً فَيَصْحُو
 
في صَدْرِهِ وَاعِظٌ أرْيبُ
 
 
يَرُدُّهُ: أمَا تَرَاهُ ذَنْباً؟
 
يَا وَيْحَهَا تِلْكُمُ الذُّنُوبُ
 
وَلَهْفَةٌ عَلى الشِّفَاهِ صَاحَتْ:
 
مَغْفورَةٌ هذهِ الذُّنوبُ
© 2024 - موقع الشعر