الليلة الثالثة والثلاثون - رضوان الحزواني

الليلة الثالثة والثلاثون
 
تَزَحْلَقَ القَمَرْ
تَنَقَّلَتْ خُطَاهُ فوقَ شُرْفَةِ الأميرةْ
وَنَبَّهَ الشُّبَّاكَ بالأَنَامِلِ البَيْضَاءْ
تُرَى نَسِيْتِ يَا أميرتي اللِّقَاءْ؟؟...
فَاخْتَلَجَتْ لَيْمُونَةٌ تَضُمُّ بُلْبُلَيْنْ
وَرَدَّدَ الصَّدَى رَنيمَ قُبْلَةٍ في ثَغْرِ عَاشِقَيْنْ
تَنَهَّدَ الْقَمَرْ:
يَا فَالِقَ الإِصْبَاحَ وَالنَّوَى
يَا بَارئَ الْقُلُوب وَالهَوَى
يَا خَالِقِيْ وَدِدْتُ لَوْ أَذُوْقُ قَطْرَةً مِنَ النَّدَى
وَددْتُ لَوْ تَبُثُّ فِيَّ الرُّوحَ وَالحَيَاةْ
وَلَوْ تَفِيضُ مِنْ ضَميريَ السَّنَابِلُ الخَضْرَاءُ
مثل قَمْحَةٍ عَانَقَهَا الرَّبيع في صِبَاهْ
يَا رَحْمَةَ الإِلَهْ
وَدَدْتُ لَوْ أَبيعُ عُمْرِيَ المديدْ
وَصَوْلَجَانيَ المجيدْ
وَتَاجِيَ المُرَصَّعَ الْفَرِيْدْ
وَثَرْوَتِي، جَوَاديَ الفِضِّيَ، وَالخُلْودْ
أَنَا أبيعُ كُلَّ هَذِهِ النُّجُومْ
بِجَمْرَةٍ وَاحِدَةٍ في مَبْسَم كَريمْ
بِقُبْلَةٍ دَافِئَةٍ..
.. عَلَى الشِّفَاهْ
****
© 2024 - موقع الشعر