الليلة الثانية والثلاثون - رضوان الحزواني

الليلة الثانية والثلاثون
 
لَوْ ذُقْتِ يَا أميرتي
مَا ذاقَتِ الأَنْدَاءُ مِنْ فَمِ الزَّهَرْ
لَوْ ناسَمَتْ رُؤَاكِ مَا يَجُولُ في خَوَاطِر الشَّجَرْ
فَهَذِهِ الفَراشةُ الغَريرةْ
رحْلتُها قَصيرةْ
لكنَّهَا في نَشْوةٍ كَبيرةْ
تَعَلَّمِي مِنْهَا الدُّرُوسَ حُلْوَةً مُثِيرةْ
وذلك القَمَرْ..
فارسُكَ الجميل ميّتٌ وَبَاردُ الجبينْ
لَوْلا نَزَلْتِ!!
هَهُنَا مُتَّكَأٌ أَميْنْ
تَكْنُفُهُ لَيْمُونَةٌ حنونْ
فيها التَقَتْ بَلابِلٌ، وَاخْتَلَجَتْ أَجْنَحَةٌ،
وَأَوْمَضَتْ عُيُونْ
وَتَمْتَمَتْ قِيْثَارَتي بِأَعْذَبِ اللُّحُونْ
وَلَوْ نَزَلْتِ يَا أميرتي
وَلَوْ سَمَحْتِ أَنْ تَطُوفَ رَاحَتي بِخَصْرِكِ النَّحيلْ
فَمَالَ لِلْوَرَاء جيدُك الجَميلْ
فَاسْتَسْلَمَتْ جَديلَةٌ بَتُولْ
لِنَسْمَةِ الأَصِيلْ
فَارْتَشَفَتْ فَرَاشَةٌ شَرابَهَا المعْسُول
نَسِيْتِ فَارسَ الحَجَرْ
***
© 2024 - موقع الشعر