لا أقول.. إلّا ما أرى

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

لا أقول.. إلّا ما أرى - محمد الزهراوي

لا أَقولُ ..
إلاّ ما أَرى
 
في..
رِحابِ الْعُزْلَةِ
وَتجلِّياتِها الكُثْرِ
لا أقولُ..
إلاّ ما أسْمَعُ
وَلا أكْتبُ بِيَقيني
إلاّ ما أرى!
فِي مَنْفايَ..
هذا تظْهرُ
لِِيَ وتُكَلّمُني.
أحْيانا عَيْناها
نَهارٌ وَليْل.
وَليْلُها علَيّ
عَواصِفُ لَيْل.
تتَراءى فِي
اللّيْلِ على
شكْلِ إغْماضَةٍ
وَيَراها السّاهِرونَ
قُبالَةَ نافِذَةٍ.
مِن عَلْيائِها تَهْمِسُ
لِي بِالصُّعودِ..
تُطِلُّ سِرْبَ طيْر.
لعَلّها الْموْتُ..
وَهذا أعَزُّ
وَأشْهى ما
يسْتوْلِي علَيّ.
هِيَ سِرّي..
لَها مِنّي مَوْقِعٌ.
مُحَيّاها
عِبادَتِي وَكأْسي
وََفيها ما
زِلْتُ أُقيمُ.
نورُها..
يَشُقُّ الظّلامَ.
وأسْمَعُها
خلْفَ الصّدى.
تُكَلِّمُني بِلا الْتِباسٍ
تُكَلِّمُني عارِيّةً
فِي حُضورِها الرّحْبِ
إذْ تُكَلِّمُني كالْبَحْرِ.
وَبِلا أقْنِعَةٍ..
تظْهَرُ لِيَ عَلى
نَحْوٍ ساحِرٍ..
مِثْل نَهْد !
تحْتَجِبُ..
بِبَهائِها الإلهَةُ
وَتَتْرى يَنابيعَ.
حتّى لرُبّما ما..
مِنْ أحَدٍ لا يَقولُ
بِوُجودِها الآنَ.
وَالشّرْقُ وَحْدَهُ
يحْتَفِظ بِرُسومٍ
لَها عارِيَةً في..
ألْواحِ الطّينِ
وَكُتُبِ النّبيذِ..
يَجْترُّها فِي
كَبَدٍ مِثْلَ لُغْز.
وَيُعَتِّقُها إلى
نَهاراتٍ أُخَرَ فِي
خَوابِي الدّهورِ..
رُبّما يا أيُّها
الْوُجودُ لي أنا ؟
© 2024 - موقع الشعر