ليالي العُرب - الحسين الطاهر

ليالي العرب نادتكِ فلبّي
و زينيها كما زينتِ عرش قلبي
و اخبريها حكايات عن الحبِّ
تملأ هاتيك الليالي احلاما
**
كيف البدرُ بوجهكِ ضحكَ
حين كان وجهه لا زال نقيا
ابتسمتِ و يا ليته هلكَ
فلقد فقد لشوقه الوجه النديَّ
متغضنا يرمق دجلة اسفله
يذكر ايام الصبا، و دجلة يجري
يا بغداد جمالك اذهله
ففقد الصبا من غير ان يدري
**
احكي للّيالي عن الماضي
كيف حسدتكِ زهورُ الرياضِ
قبل ان تقبل قدرها الاراضي
اذ ارتفعت ارضك بك مقاما
**
حين جلست شهرزاد
و نالت بقصصها الخلود
لم تحك الا عنك بغداد
علمت انها بكِ تسود
يا فرحة السندباد
حين كان اليك يعود
لقد زار كل البلاد
و لم يرَ مثلك في الوجود
**
حدثي الليالي عن النجوم
و عن الشهب حين تحوم
و كيف تتسابق الغيوم
تبغي فوقكِ دواما
احكي لليالي العرب عن المغيب
اذ دجلة يسري في هدوء
و على شاطئه جلس الحبيب
و مستقبله حينها في نشوء
ربما طار الحمام
مودعا اليوم الجميل
يجلس الحبيب في سلام
و يصغي لصوت الهديل
- في بساتينك تحلو الحياة
حيث الجداول تتناجى
فيا بخت من فيكِ وعى
و ذاب فيك عشقا
و كنتِ له علاجا
© 2024 - موقع الشعر