دلموننا - الحسين الطاهر

ظًهَرَ العراق
عادَ العراق
عاشَ العراق..
اين العراق؟
***
مزّقوك،
و قالوا: لاجلكُم يحمِلُ الصليب
فلا انت كفّرتَ الذنوب
و لا كانَ لنا في مملَكَتِكَ نصيب..
طال رقادُنا تحتَ الرماد
و زاد الرمادُ، بِنارِ الحُروب
و احتارَتْ عِشتارُ ماذا تخيط
و انت ممزقُ الاشلاءِ
بادي الندوب
و امرُكَ عجيب..
اما نظرَت اليكَ السماء
و انتَ من اعطيتَ الرسول
- حينَ اذته الخطوب-
بعضَ العنب، و شربةَ ماء
و مواساة ضَنَّ بها القريب ؟!
أوَلا تأبهُ السماء لصوتِ النحيب ؟!
***
ناديتَ: اعطيكم !
فهلًّ الغريب
اخذَ علمَ الكتاب
و طيبَ الشراب
و زاداً للمسير
مزّقوك،
ناديتَ من جديد
و ما مِن مُجيب !
***
هنا دلمون
قطّعها النهيقُ و النعيب
هنا دلمون
عاداها الصديقُ
خانَها الحبيب
هنا دلمون
عظامٌ و قبور
و جثثٌ خاليةُ الجماجمِ
و الصدور
و غضبئيل عليها رقيب..
***
هنا سرجون
و جيشُه الرهيب
و انكي يفيضُ النهرين
مخافة النضوب
انانا تبذرُ الحبوب
و حمورابي يداوي العراق
قانونُهُ هو الطبيب..
هنا العنقاءُ، لسماء موطني تجوب
هنا اوروك، اليها السيّابُ يؤوب
هنا دلمون
حيث العيشُ يطيب..
© 2024 - موقع الشعر