أحقيقة ام خيال - الحسين الطاهر

دماء عروقي من فراتِك
و نور عينيّ من ضيائك
و فرحتي بابتهاجك
و دمعتي لا ترى وجنتي
الا على فراقِك
**
هل ساراك سعيدا بين الخلائق
متوسدا على الارائك
تستمتع بجنتك بلا هموم
و ارتع انا في جِنانك؟
**
وطني، هل انت حلم بعيد المنال؟
هل تتقصّد اجتناب الطريق السالِك؟
انت جبل بين التلال
لكن الطريق اليك شائك
**
اراك شمسا في الظلام الحالك
ام انا انظر الى المحال؟
**
يدور في راسي الف سؤال
و ابحث عن الاجوبة في الجنوب و في الشمال
تقتلني الحيرة، أحقيقة ام خيال
صورةُ مستقبلك في عيني وطنَ الجمال؟
صورة املي، و احلام الترحال
و بدونك وطني انا هالك
**
اخبرني ما بك؟
حتّام يدوم هذا الذبول؟
اخريف دائم بنكهة العويل؟
اقتيل يتلوه قتيل فقتيل؟
اتحب لون السواد سماك؟
اتظل تدير خدك لِعداك؟
ام انك تساق في هذا السبيل
مجبرا تقاد، و انت ذليل؟
اذن كانت رموز عزك اساطير الاولين
ام هو دهرنا، كابوس ثقيل؟
**
نزل الزمان فينا صفعا و ركلا
فقمنا واقفين
فاشبعنا الزمان ضربا، و قتلا
و بقينا صابرين
رفعنا ايدينا دعاء الى المولى
فلسنا على الزمان بقادرين
**
لكنني ارى بعض المتخفين
يجبّرون كسور الحزانى بكفَي ملاك
و يواسون العليل،
لا يبتغون حبا سواك
وطني الجميل
عشاقك بعشقك يردّون قسوة الدهر،
و قهر الدهر،
قد نذروا حياتهم لك، فهم فداك
و هم بذور احلامي، و ماء سقياها
-يجري دجلة في عروقهم-
احبوا ارضك و ما احبوا سواها
فهل تلين بالمحبة الاشواك؟
و تظهر الورد بهجة، هل سترقص الافلاك؟
هل ستتحقق الاحلام و يعود الغريب
و تجيبه الافراح اذا ناداك؟
© 2024 - موقع الشعر