لعل خيال العامرية زائر، - أبي فراس الحمداني

1 – لعل خيال العامرية زائر،
فيسعد مهجور، ويسعج هاجرا

2 – وإني، طول الشماس عن الصبا
أحن، وتصبيني إليك الجاذر

3 – وفي كلتي ذاك الخباء خريدة
لها من طعان الدراعين، ستائر

4 – تقول، إذا ما جئتها، متدرعا :
أزائر شوق أنت، أم أنت ثائرا ؟

5 – تثنت فغصن ناعم أم شمائل
وولت فليل فاجم، أم غدائرا!

6 – وقد كنت لا أرضي من الوصل بالرضا، ليالي ما بيني وبينك عامر
7 – فأما وقد طال الصدود، فإنه

يقر لعيني الخيال المزاور
8 – تنام فتاة الحي عني، خلية،

وقد كثرت، حولي، البواكي السواهر
9 – وتسعدني عين البوادي، لأجلها،

وإن رغمت، بين البيوت، الحواضر
10 – وما هي إلا نظرة، ما احتسبتها،

بعدان صارت بي إليها المصاير
11 – طلعت بها والركب، والحي كله

حيارى إلر وجه به الحسن حائر
12 – وما سفرت عن ريق الحسن، إنما

نممن، على ما تحتهن، المعاجر
13 – فيا نفس، ما لاقيت من لاعج الهوى

ويا قلب، ما جرت عليك النواظر!
14 – ويا عفتي، ما لي ؟ وما لك ؟ كلما

هممت بأمر، هم لي منك زاجر!
15 – كأن الحجي، والصون، والعقل، والتقى،

لدي، لربات الخدور ضرائر
16 – وهن، وإن جانبت ما يشتهينه،

حبائب عندي، منذ كن، أثائر
17 – وكم ليلة، خضت الأسنة نحوها

وما هدأت عين ولا نام سامر؟!
18 – يصاحبني فشفاضتان وصارم،

وقلب، على خوض الحتوف، موازر
19 – فلما خلونا، يعلم الله وحده،

لقد كرمت نجوى، وعفت سرائر!
20 – وبت، يظن الناس في ظنونهم،

وثوبي، مما يرجم الناس، طاهر
21 – وكم ليلة ماشيت بدر تمامها

إلى الصبح لم يشعر بأمري شاعر!
22 – ولا ريبة إلا الحديث، كأنه

جكان وهي، أو لؤلؤ متناثر!
23 – أقول وقد ضج الحلي، وأشرقت،

ولم أرو منها، للصباح بشائر:
24 – أيا رب، حتى الحلي مما نخافه

وحتى بياض الصبح، مما نحاذر"!
25 – ولي فيك، من فرط الصبابه، أمر

ودونك، من حسن الصيانة، زاجر
26 – عفافك غي، إنما عفة الفتى

إذا عف عن لذاته، وهو قادر
27 – نفي الهم عني همة عدوية،

وقلب، على ما شئت منه، مظاهر
28 – وأسمر، مما ينبث الخط، ذابل

أبيض، مما تطبع الهند، باتر
29 – وقلب تقر الحرب، وهو محارب،

وعزم يقيم الجسم، وهو مسافر
30 – ونفس لها في كل أرض لبانة

وفي كل حي أسرة، ومعاشر
31 – إذا لم أجد في كل فج عشيرة

فإن الكرام للكرام عشائر
32 – ولا صقة الإطلين من نسل لاحق

أمنة ما نيطت إليه الحوافر
33 – من اللأء تأبى أن تعاند ربها

إذا حسرت، عند المغار، المآزر
34 – وخرقاء، ورقاء، بطيء كلالها،

تكلف بي ما لا تطيق الأباعر
35 – غريزية، صافت شقائق دابق

مدى فيظها، حتى تصرم ناجر
36 – وحمضها الراعي بميثاء برهة

تناول، من خذارفه، وتغادر
37 – أقامت لها شيبان، ثم تضمنت

بقية صفوان، قراها المناظر
38 – وخوضها بطن السلوطح، ريثما

أديرت بملحان الشهور الدوائر
39 – فجأة بكوماء إذا هي أقبلت،

حسبت عليها رحلها، وهي حاسر
40 – فيا بعد ما بين الكلال، وبينها

ويا قرب ما يرجو عليها المسافر!
41 – دع الوطن الألوف، رابك أهله،

وعد عن الأهل، الذين تكاشروا،
42 – فأهلك من أصفى، وودك ما صفا،

وإن نزحت دار، وقلت عشائر
43 – تبوأت من قرمي معد كليهما،

مكانا، أراني كيف تبني المفاخر!
44 – لئن كان أصلي من سعيد نجاره

ففرعي لسيف الدوتة القرم ناصر
45 – وما كان، لولاه لينفع أول،

إذا لم يزين أول المجد اخر!
46 – لعمرك، ما الأبصار تنفع أهلها،

إذا لم يكن للمبصرين بصائر!
47 – وهل ينفع الخطي غير مثقف ؟

وتظهر، إلا بالصقال، الجواهر؟!
48 – أناضل عن أحساب قومي، بفضله،

وافخر، حتى لا أرى من يفاخر
49 – وأسعى لأمر، عدتي لمناله،

أواخي من ارائه، وأواصر
50 – أيا راكبا، تحدى بأعواد رحله

عدافرة، عيرانه، وعذافر
51 – الكني إبى أبناء ورقاء رسالة،

على نأيهم، وهي القوافي السوائر!
52 – لئن باعدتكم نية، طال شحطها،

لقد قربتنا نية، وضمائر
53 - ونشر ثناء، لا يغب، كأنما

به نشر العصب اليماني ناشر
54 – ويجمعنا، في وائل، عشرية

ورد، وأرحام هناك، شواجر
55 – فقل لبني ورقاء إن شط منزل

فلا العهد منسي، ولا الود دائر
56 – وكيف يرث الخيل، أو تضعف القوي،

وقد قربت قربى، وشدت أواصر
57 – أيشغلكم وصف القديم ؟ ودونه

مفاخر فيها شاغل، ومآثر!
58 – لنا أول في المكرمات، واخر،

وباطن مجد تغلي، وظاهر!"
59 –أبا أحمد، مهلا إذا الفرع لم يطب،

فلا طن يوم الافتخار العناصر!
60 – أتسمو بما شادت أوائل وائل،

وقد عمرت تلك الأوالي الأواخر؟
61 – وهل يطلب العز الذي هو غائب ؟

ويترك ذا العز الذي هو حاضر
62 – على لأبكار الكلام وعونه،

مفاخر تفنيه، وتبقى مفاخر!
63 – أنا الجارث المختار كم نسل حارث

إذا لم يسد، في القوم، إلا الأخابر!
64 – فجدي الذي لم العشيرة جوده،

وقد طار فيها للتفرق طائر،
65 – تحمل قتلاها، وساق دياتها

حمول، لما جرت عليه الجرائر
66 – ودي كائة، لولا، جرت دماؤهم

موارد موت، ما لهن مصادر
67 – ومنا الذي ضاف الإمام وجيشه

ولا جود إلا ما يضيف العساكر
68 – وجدي الذي انتاش الديار وأهلها،

وللدهر ناب، فيهم، وأظافر
69 – ثلاثة أعوام يكابد محلها

أِشم، طويل الشاعدين، عراعر
70 – فابوا بجدواه، واب يشكرهم، وما منهم في صفقة المجد خاسر

71 – وكيف ينال الجد، والجسم وداع ؟
وكيف يحار الحمد، والوفر وافر؟

72 – أسا داء ثغر كان أعيا دواؤه
وفي قلب ملك الروم داء مخامر

73 – بني ثغرها الباقي على الدهر ذكره
نتائج فيها السابقات الضوامر

74 – وسوف على رغم العدو يعيدها
معود ىد الثغر، والثغر دائر

75 – ولما ألمت بالديارين أزمة
جلاها، وناب الموت بالموت كاشر

76 – كفت غداوت الغيث دارت كفه،
فأمرع باد واجتني العيش حاضر

77 – أنخوا بوهاب النفائس، ماجد،
يقاسمهم أمواله ويشاطر

78 – وعمي الذي أردى الوزير وفاتكا
وما الفارس الفتاك إلا المجاهر

79 – أذاقهما كأس الحمام مشيع،
مثاور غارات الزمان، مساور

80 – يطيعهم ما أصبح العدل فيهم،
ولا طاعة للمرء، والمرء جائر

81 – لنا في خلاف الناس عثمان أسوة
وقد جرت البلوى عليه الجرائر

82 – وسار إلى دار الخلافة عنوة
فحرقها، والجيش بالدار دائر

83 – أذل تميما بعد عز وطالما
أذل بنا الباغي، وعز المجاور!

84 – فوصدق في بكر مواعيد ضيفه
وثور بابن الغمر والنقع ثائر

85 – وأقبل بالشاري، يقاد أمامه،
وللقيد في كلتا يديه ضفائر

86 – وشن على الخال خيلا، تناهبت
سماوة كلب بينها وعراعر

87 – أضفن عليه اليد، وهي فضافض،
وأضللنه عن سبله، وهو خابر

88 – أماط عن الأعراب ذل إتاوة
تساوي البوادي عندها والحواضر

89 – وأجلت له عن فتح مصر سحائب
من الطعن سقياها المنايا الحواضر

90 – تخالط فيها الجحفلان كلاهما
فغبن القنا عنها ونبن البواتر

91 – وقاد إلى أرض السبكري جحفلا
يسافر فيه الطرف حين يسافر

92 – تناسي به القتال في القد قاله
ودارت برب الجيش فيه الدوائر

93 – وعمي الذي سلت بنجد سيوفه
فروع بالغورين من هو غائر

94 – تناصرت الأحياء من كل وجهة وليس له إلا من الله ناصر
95 – فلم يبق غمرا طعنة الغمر فيهم

ولم يبق وترا ضربه المتواتر
96 – وساق إلى لديوداذ كتيبة

لها لجب، من دونها، وزماجر
97 – جلاها، وقد ضاق الخناق بضربة

لها من يديه في الملوك نظائر
98 – بحيث الحسام الهندواني خاطب

بليغ، وهامات الرجال منابر!
99 – وعمي الذي يمته قيس مزرفنا

وقد شجرت فيه الرماح الشواجر
100 – ورد ابن مزروع ينوء بصدره،

وفي صدره ما لا تنال المسابر
101 – ٍوعمي الذي أفنى الشراة بوقعة

شهيدان فيها الزابيان وخازر
102 – أصبن وراء السن صالح وابنه

ومنهن نوء بالبوازيج ماطر!
103 – كفاه أخي، والخيل فوضى كأنها،

وقد عضت الحرب، النعام النوافر
104 – غداة وأحزاب الشراة، بمنزل

يعاشر فيه المرء من لا يعاشر
105- وعمي الذي ذلت "حبيب" لسيفه

وكانت، ومرعاها، من العز ناضر
106 – وعمي الخرون عند كل كتيبة

تخف جبال، وهو للموت صابر
107 – أولئك أعمامي، ووالدي الذي

حمى جنبات الملك، والمتك شاغر
108 – بحيث نساء الغادرين طوالق،

وحيث إماء الناكثين حرائر
109 – له بسليم وقعة جاهلية

تقر بها فيد وتشهد حاجر
110 – وأدكت مذاكيه يسرح وأرضها

من الضرب نارا، جمرها متطاير
111 – شفت من عقيل أنفسا شتها السرى

فهو عجلان، ونوم ساهر
112 – وأول من شد : المجيد بعينيه،

وأول من قد : الكمي المظاهر
113 – غزا الروم لم يقصد جوانب غرة، ولا سبقته بالمراد النذائر

114 – فلم تر إلا فالقا هام فيلق،
وبحرا له تحت العداجة ماخر!

115 – ومستردفات من نساء وصيبة،
تثني على أكتافهن الضفائر

116 – بنيات أملاك أتين، فجأة،
قهرن، وفي أعناقهن الجواهر!

117 – فإن تمض أشياخي، فلم يمض مجدها،
ولا دثرت تلك العلى، والماثر

118 – نشيد كما شادوا، ونبني كما بنوا،
لنا شرف ماض، واخر حاضر

119 – ففينا لدين الله عز ومنعة،
وفينا لدين الله سيف ناصر

120 – هما، وأمر المؤمنين، مشرد،
أجاراه، لما لم يجد من يجاور

121 – ورداه، حتى ملكاه سريره،
بعشرين ألأفا بينها الموت سافر

122 – وساسا أمور المسلمين سياسة
لها الله، والإسلام، والدين شاكر

123 – ولما طغى عجل العراق ابن رائق
شفى منه لا طاغ، ولا متكاثر

124- إذا العرب العرباء تنسى عمارة
ومناله طاو على الثأر، ذاكر

125- أذاق "العلاء التغلبي" ورهطه
عواقب ما جرت عليه الجرائر

126- وأوطأ حصني "ورتنيس" خيوله
وقبلهما، لم يقرع النجم حافر

127- فآب بأسراها تغني كبولها
وتلك غوانٍ ما لهن مزاهر

128- وأطلقها فوضى على مرج "قلز"
حوادر في أشباحهن المحاذر

129- وصب على الأتراك نقمة منعم
رماه بكفران الصنيعة غادر

130- وإن معاليه لكثر غوالب
وإن أياديه لغر غرائر

131- ولكن قولي ليس يفضل عن فتى
على كل قول من معاليه خاطر

132- ألا قل "لسيف الدولة" القرم: "إنني
على كل شيء، غير وصفك، قادر

133- فلا تلزمني خطة لا أطيقها
فمجدك غلاب، وفضلك باهر

134- ولو لم يكن فخري وفهرك واحدا
لما سار عني بالمدائه سائر

135 – ولكني لا أعضل القول عن فتى
أساهم في عليائه، وأشاطر

136 – وعن ذكر أيام مضت، ومواقف
مكاني فيها بين الفضل ظاهر

137 – مساع يضل القول فيهن جهده
وتهلك في أوصافهن الخواطر

138 – بناهن باني الثغر، والثغر دارس،
وعامر دين الله، والدين داثر

139 – ونازل منه الديلمي بأرزن
لجوج إذا ناوى، مطول، مصابر

140 – وذلت له بالسيف، بعد إبائها،
ملوك بني الجحاف، تلك المساعر

141 – وشق إلى ثغر الدمستق جيشه،
بأرض سلام والقنا متشاجر

142 – سقى أرسناسا مثله من دمائهم
عشية غصت بالقلوب الحناجر

143 – وبات يدير الرأي، من كل جهة
وذو الحزم ناهيه، وذو العزم أمر

144 – وأوردها أعلى قلونية أمرؤ،
بعيد مغار الجيش، ألوي، مخاطر

145 – وساق نميرا أعنف السوق بالقنا،
فلم يمس شامي ولم يضخ جازر

146 – وناهض أهل الشام منه مشيع،
يسايره الإقبال فيمن يساير

147 – له وعليه وقعة، بعد وقعة
ولود بأطراف الأسنة عاقر

148 – فلا هو فيما سره متطاول،
ولا هو فيما ساءه متقاصر

149 – فلما رأى الإخشيد ما قد أظله
تلافاه يثني غربه، ويكاشر

150 – رأى الصهر، والرسل، الذي هو عاقد،
ينال به ما لا تنال العساكر

151 – وأوقع في جلباط بالروم وقعة
بها العمق اللكام والبرج فاخر

152 – وأوردها بطن اللقان وظهره
يطأن به القتلى، خفاف حوادر

153- أخذن بأنفاس "الدمشق" وأبنه،
وعبرن بالتيجان من هو عابر!

153 – وجبن بلاد الروم ستين ليلة،
تغاور ملك الروم، فيمن تغاور

155 – تخر لنا تلك المعاقل س،
وترمي لنا بالأهل تلك المطامر

156 – وما زال منا جار خرشنة أمرؤ،
يراوحها في غارة، ويباكر

157 – ولما وردنا الدرب والروم فوقه
وقدر قسطنطين أن ليس صادر،

158 – ضربنا بها عرض الفرات كأنما
تسير بنا تحت السروج جزائر

159 – إلى أن وردنا أرقنين نسوقها،
وقد نكلت أعقابها والمخاصر

160 – وما بها ذات اليمين بمرعش
مجاهيد يتلو الصابر المتصابر

161 – فلما رأت جيش الدمستق، راجعت
عزائمها، واستنهضتها البصائر

162 – وما زلنا يحملن النفوس على الوجى
إلى أن خصبن، بالدماء، الأشاعر

163 – وأين بقسطنطين، وهو مكبل
تحف بطاريق به، وزراور

164 – وولى على الرسم الدمستق هاربا،
وفي وجهه عذر من السيف عاذر

165 – فدى نفسه بابن عليه كنفسه،
وللشدة الصماء تقني الدخائر!

166 – وقد يقطع العضو النفس لغيره،
وتدفع بالأمر الكبير الكبائر!

167 – وحسبي بها يوم الأحيدب وقعة
على مثلها في العز تثنى الخناصر!

168 – عدلنا بها في قسمة الموت بينهم،
وللسيف حكم في الكتيبة جائر

169 – إذ الشيخ لا يلوي، ونقفور محجر،
وفي القيد كالليوث، قساور

170 – ولم يبق إلا صهره، وابن بنته
وثور بالباقين من هو ثائر

171 – وأجلى إلى الجولان كلبا وطيئا
وأقفر عجب منهم و"أشاعر"

172 – وباتت نزار يقسم الشام بينها
كريم المحيا، لوذعي، مغاور

173 – علاء كليب للضباب علاءة
وحاضر طيء للجعافر حاضر

174 – وأنقذ من مس الحديد وثقله
أبا وائل، والدهر أجدع، صاغر

175 – واب ورأس القرمطي أمامه
له جسد من أكعب الرمح، ضامر

176 – وقج يكبر الخطب اليسير، وتجتبي
أكابر قوم ما جناه الأصاغر

177 – كما أهلكت كلبا غواة جناتها
وعم كلبا ما جنته "الجعافر"

178 – شرينا وبعنا بالسيوف نفوسهم،
ونحن أناس بالسيوف نتاجر

179 – وصنا نساء نحن أولى بصونها،
رجعن، ولم تكشف لهن ستائر

180 – يناديه، والعيس ترجي كأنها
على شرفات الروم، نخل مواقر:

181 – ألا إن من أبقيت، يا خير منعم
عبيدك، ما ناح الحمام السواجر

182 – فنرجوا إحسانا، ونخشاك صولة، لأنك جبار، وأنك جابر!"
183 – وجشمها بطن السماوة قائظا،

وقد أوقدت نار السموم الهواجر
184 – فيطرد كعبا حيث لا ماء يرتجي،

لتعلم كعب أي قرم نصابر
185 – ويطلب كعبا حيث لا الإثر يقتفي

لتعلم كعب أي عود تكاسر
186 – فجعنا بنصف الجيش جونة كلها

وأرهق جراج وولي مغاور
187 – أبو الفيض مار الجيش جولا محرما

وكان له جد من القوم مائر
188 – بنا وبكم، يا سيف دولة هاشم،

يطول بنا أعمامنا، ويفاخر!
189 – فإنا وإياكم ذراها، وهامها،

إذ الناس أعناق لها، وكراكر!
190 – ترى أينا لاقيته من بني أبي

له حالب لا يستفيق وجازر
191 – وكان أخي إن رام أمرا بنفسه

فلا الخوف موجود، ولا العجز ظاهر
192 – وكان أخي إن يسع ساع بمجده

فلا الموت محذور، ولا السم ضائر
193 – فإن جد، أو لف الأمور، بعزمه

فقل : هو موتور الحشى، وهو واتر!
194 – أزال العدى عن أردبيل بوقعة

صريعان فيها : عاذل، ومساور
195 – وجاز أراضي أذربيجان بألقنا

لواد إليه المزربان مسافر
196 – وناهض منه الرقتين مشيع

بعيد المدى عبل الذراعين، قاهر
197 – فلما استقرت بالجزيرة خيله

تضعضع باد بالشام، وحاضر
198 – مما مالكها للبيض بيض سيوفنا

سبالا، ومنها للملوك مهابر
199 – وحل بباليا عرى الجيش، كله،

وبحكم خسران ومولاه "ذاعر"
200 – له يوم عدل موقف بل مواقف،

رددن إلينا العز، والعز نافر،
201 – غداة يصب الجيش، من كل جانب،

بصير بضرب الخيل والجيش، ماهر
202 – بكل حسام بين حديه شعلة

بكف غلام حشو درعيه خازر
203 – على كل طيار الضلوع، كأنه

إذا انقض من علياء فتحاء كاسر
204 – إذا ذكرت، يوما، غطاريف وائل

فنحن أعاليها ونحن الجماهر
205 – ومنا الفتى يحيى ومنا ابن عمه

هما ما هما للعز سمع، وناظر!
206 – له بالهمام ابن المعمر فتكة

وفي السيف فيها والرماح غوادر
207 – ومنا أبو اليقظان منتاش خالد،

ومنا أخوه الافعوان المساور
208 – شفى النفس يوم الخالدية بعدما

حللن بإحدى جانبيه البواتر
209 – ومنا لبن قناص الفوارس أحمد

غلام كمثل السيف، أبلج، زاهر
210 – فتى حاز أسباب المكارم، كلها،

وما شعرت منه الخدود النواضر
211 – ومنا أبو عدنان سيد قومه،

ومنا قريعا العز : جبر "جابر"
212 – فهذا اذى التاج المعصب قاتل، وهذا لذي البيت الممنع آسر

213 – ومنا الأغر ابن الأغر مهلهل
خليلي، إن ذم الخليل المعاشر

214 – فإن أدع في اللاواء فهو محارب،
وإن لأسع للعلياء فهو مظاهر

215 – ولما أظل الخوف دار ربيعة
ولم يبق إلا ما حمته الحفائر

216 – شفى داءها يوم الشراة بوقعة
جدود بني شيبان فيها العواثر

ومنا على فارس الجيش، صنوه
على بن نصر خير من دار زائر!

218 – ومنا الحسين القرم، مشبه جده،
حمى نفسه، والجيش للجيش غامر

219 – لنا في بني عمي، وأحياء إخوتي،
علا، حيث سار النيران، سوائر

220 – وإنهم السادات، والغرر التي
أطول على خصمي بها وأكاثر!

221 – ولولا اجتنابي العتب من غير منصف
لما عزني قول، ولا خان خاطر!

222 – ولا أنا، فيما قد تقدم، طالب
جزاء، ولا، فيما تأخر، وازر

223 – يسر صديقي : أن أكثر واصفي
عدوي، وإن ساءته تلك المفاخر

224 – وهل تجحد الشمس المنيرة ضوءها ؟
ويستر نور البدر، والبدر زاهر؟

225 – نطقت بفضلي، وامتدحت عشيرتي،
وما أنا مداح، ولا أنا شاعر!

© 2024 - موقع الشعر