أبي؟ !

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

أبي؟ ! - محمد الزهراوي

أبي !؟
 
نحْنُ الْواحِدُ..
وَهَلْ أقولُ:
لَهُ الْوَداع؟!
كَيْفَ أسْتَطيعُ
وَصْفَ غَديرٍ
أوْ ألْهَجُ..
لَهُ بِحُبّي؟!
كَأن لَمْ يَكُنْ
غيْرَ طيْفٍ..
أوْ غيْرَ صوْت.
كانَ سِدْرَتِي
وَكانَ يُريدُ
مَكاناً فَسيحاً
كأَنْ لَمْ..
تُسْعِفْهُ الأرْضُ.
وَكانَ كالْبُسْتانِ
الّذي صارَ..
فَيْئاً بيْنَ يدَيْهِ.
وَرَفْرَفَ عالِياً
ثُمّ ذابَ..
كَما انْهَمَرَمِنَ
اللّامَكانِ..
أوّلَ مَرّة!
امْتَزَجَ بِالْعُشْب
وَالْحَصى..انْضَمَّ
إلى الْماءِ أوْ..
حَتّى لَوْ كانَ
حَيّاً هُوَ اللّحْظةَ
قَدِ اسْتَلْقى نَهْراً
فِي الأبَدِيّةِ أوْ..
هُوَ فِي الطّريقِ
إلَى الْجَنّةِ..
ما تَعِبَ مِن الذّكْرِ
وَلَهُ شَدْوُ الطّيْرِ..
فِي السّماواتِ.
أنا أسْمَعُهُ!..
وصَداهُ النّهارِيُّ
يَتَرَدّدُ كصَلاةٍ..
في ودْيانِ روحِيَ
وَمَهاوي جَسَدي.
أُنْظروا مَلِيّاً..
فشَأنُه شَأنَ الحُلم.
ما زال يَمْشي
الهُوَيْنى وَيَحْكي
عنْ دَهْرٍ عاشَهُ
في ظِلِّ مُلوكِ
الزّمانِ يرْوي غَيْباً
قِصّة شَقاءِ
الإنْسانِ وَما رَأى
مِن الطُّغْيانِ ويُوَزِّع
بَسَماتِ الحُبّ
وَالسّلامِ بيْنَ الْحُشودِ..
حتّى تَعِبَ
مِنْهُ الوَقْتُ فَوَضَعَني
عَلى الرَّفّ مِثْلَ
قِنْديلِ دْيوجينَ
وَانْتَهى كَما انْتَهتْ
قِصّةُ يعْقوبَ
وَيَحْيى وَالسّنْدِبادِ..
وَكانَ يا المَكان!
الآن يَهُزُّني..
إلَيْهِ الشّوْقُ
وَكَأنِّيَ في حضْنهِ..
لَمْ ألْعَب؟
© 2024 - موقع الشعر