تحية للشاعر أبي عاصم القارئ - أحمد علي سليمان

شجونك يا غريبُ رؤىً حكيمة
تحَطم بالمَضا غل الهزيمة

وتقتحمُ المَدى دون اكتراثٍ
بما تُزجيه أوهامٌ سقيمة

وتبعثُ في الفؤاد طيوفَ نصر
وتجتثُ الدياجيرَ الأليمة

ألا طال اغترابُك عن ديار
بمِثلك يا أخي كانت كريمة

فهل من عودةٍ يوماً إليها؟
فللأخيار عودتكم غنيمة

همُ ارتقبوا ، وأنت نأيتَ عنهم
ونارُ الشوق مُوقدة حطِيمة

ألا يهتاجُ في القلب اشتياقٌ
إلى الأطلال والدور القديمة؟

ألا يلتاعُ في الإحساس شوقٌ
لذكر العز والدور القويمة؟

ففكّرْ يا غريب ، وكن ذكياً
لمَا يرجوه أربابُ الجريمة

رأوا من بعد مثلك كل غنم
ففوَّت فرصة صدقاً وخيمة

قد اشتاقتْ ديارُك ، كن رفيقاً
أراها بافتقادك كاليتيمة

وأنت بما النوى أرداهُ أدرى
فكابدْه تحُز مجداً وقيمة

لبيبٌ مَن تُصارعه المنايا
فيَصرعُها بروح مستقيمة

فلا تجترّ في المنفى الأماني
لترحمها ، فذي ليست رحيمة

وودّع يا غريبُ شُجونَ قلب
وإنْ أهدتْ إليك رُؤىً حكيمة

© 2024 - موقع الشعر