قَصيدةُ حُبّ إيروسِيّة

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

قَصيدةُ حُبّ إيروسِيّة - محمد الزهراوي

قصيدة حُبّ
إيروسِيّة
 
أنا معَ
كَوْنٍ كامِلٍ
وكائِنٍ آخَرَ
لا يُسَمّى..
وَكما يحْدُثُ
أوْ كَما..
كُلُّ شَيْءٍ يَبْدأُ.
انْسابَتْ إلَيّ..
عَيْناها عَصافيرٌ
تبْكي فِي
بَياضِ ليْل !
وَانْداحَتْ
تَصْدَحُ هيّا:
الْوَقْتُ بِنا
اخْتَمَرَ قالَتْ..
هاتِ مَواهِبكَ
وَلا تكُن
بارِداً أيُّها القَمرُ.
وَهاكَ قِطافِي..
وأحْجارِيَ الكَريمَةَ.
أنا وَطَنٌ ضائِعٌ
أعْثُرْ علَيّ..
تَذَوّقْ أديمَ الطّريدَةِ
اِشْرحْ ظمَأ الرّوحِ
وَالأرْضَ البورَ.
اجْتَزْ بِيَ الْمطْهرَ..
اِجْتَحْ غابَتي كحَريقٍ
وتفَقّدْ جِراحِي!
رَوِّضْ خُيولَ
جُموحيَ الْماطِر
خارِجَ الْمنْطِقِ
فِي صلاةٍ..كُن
قاطِعَ طَريقٍ
وَاسْطُ..
علَيّ كمَدينَةٍ.
أرِنِي قسْوتَكَ..
اقْتُلْني مِراراً
وَهُدّ بِلَهْفَةِ
فَأْسِكَ الرّحيمَةِ
جُثّةَ قهْري
حتّى أصْفُوَ.
ارْقِني بِالشّعْرِ وقَدِّمْني
قرْباناً لِلآلِهَةِ ما
أنا إلاّ مَنْفى!
وَعَلا عُواؤُها
السّحيقُ كأَنّما
تَطَأُ الْجمْرَ..
أسْرَتْ بِيَ إلَى
أكْثَرَ مِنْ عالَمٍ عَلى
فُحْشِ الْموسيقى.
وَداهَمتْ عُرْيِيَ
الْخَجولَ وَهوْلَ
جوعِي الْمسْتَنْفَرَ.
وَارْتكَنَتْ لِلتَّوِّ
بِسَوالِفِ الْحُلْمِ
مضْجعَها الْمُرّ..
تَلْعَقُ بعْضِيَ مِثْلَ
حَلْوى وَتلْتَهِمُني
كَمَنْ ينْهَبُ الْكَنْزَ.
أكَذّابٌ أنا ؟..
صارَتْ قمَرَ
الْمَدائِنِ فِي دِمائي
وَ انْداحَتْ يَدي
كَما فِي كُتُبِ
التُّراثِ فِي الْمَدى
الْموحِشِ أُتَمْتِمُ
بِما أُكِنُّ لَها
كَهِبَةٍ مِنَ السّماءِ
أُنَفِّرُ فِي السُّهوبِ
الْحجَلَ وَأُداعِبُ فِي
مَهاويها السّناجِبَ
الْمُتَخَفِّيَةَ وَ أتَحَصّنُ
فِي دِفْءِ الْمَضايِقِ..
أحْنو عَلى الغَريبَةِ
وَأتَحَسّسُ مِنْها..
بَعيدَ الأقاصي!
كانَتْ خُرافِيّةً
فِي الأداءِ..
حُرِّيّتي كامِلَةٌ
وَ تَحْريضُها
أجَلُّ مِمّا لدى
كُلّ النِّساءِ.
آه لَمْ أنْسَ..
وَ ارْتأيْنا فِي كُلِّ
الصُّوَرِ كَمُهْرَيْنِ
مرّةً عَلى السّاحلِ
وَ أُخْرى..
صاعِدَيْنِ الْقِمّةَ!
وَعَلى ما تبَقّى
أوْ شَحَّ مِن نورٍ
راحَتْ تتَفَقّدُنِي..
تَتلَمّسُ ثباتِيَ
بِضَراوَةٍ وَلَمْ أعُدْ
أسْمَعُ إلا هَمْسَ
سَرْدِها الْفاجِعِ..
تتَهَيّأُ بِمَهارَةٍ
وَتدْعونِي لأِرْكبَ
فيها الْبَحْرَ!..
صارَتْ ساحَةَ خُيولٍ
تلْقمُني الْياقوتَ
الْمُلَفْلَفَ بِالنّدى..
فأُبادِلُها الْمِثْلَ.
أهُزّ كُلّ شيْءٍ..
أمْدَحُ ما تَقَعُ
عَلَيْهِ يَدي..
الْكُحْلَ فِي العَيْنيْنِ
أقْطِفُ خَوْخَ الْمَجازِ
مِنْ كُلّ فَجٍّ معَ
التّشفّي مِن الْبَيْنِ
وَ نَفحاتِ البَساتينِ.
هِيَ تنْتَقِلُ مِنْ
عُواءٍ إلَى ولَهٍ..
النّارُ فِي خَلائِها
الْجَشِعِ تُضيئُ
فَضاءَ الْفَراغِ..
أنْتَقِمُ كَثائِرٍ
لِلْحياةِ والْحُرِّيّةِ
وَباقي الأشْياءِ.
كانَتْ مِنْ هذا
الظمَأِ كَسائِرِ
الشّارِبينَ لا
تشْبَعُ وَلا تُفيقُ.
وَطوّحتْ
بِيَ بعيداً فِي
قاعِ الْمُحيطِ
أُخَوِّضُ فِي
الْجَحيمِ كانَتْ
مَلْحَمِيّةً فِي
معْرَكَتِها الْمُعْلَنَةِ
اسْتنْفَدتْ كُلّ
الشّعائِرِ الدّينِيّةِ
وفُنونَ الْقتْلِ..
تَجاوزَتْ ذاتَها
تَقولُ اذْهبْ بِيَ
أبْعَدَ كالرِّياحِ.
وأنا أنْشُدُ
خَمْراً لأِصْمُدَ.
وَلَمّا خافَتْ علَيّ
الْغَرَقَ خَفّتْ
تلْهَثُ تسْقيني
نخْبَ اللّهِِ
وثُمالَةَ الْقَصيدَةِ
هازّةً كَشْحَها
وَتُلِحُّ زِدْنِي!..
حتّى لَمْ يبْقَ
فِيّ مِنْ حَياءٍ..
فعُرْيُها كانَ
لِيَ الْكَعْبَة وَكانت
هِيَ حانَتي!
وَصاحَ دّيكُ
الصّباحِ فاتّخَذْتُها
ديراً لِي عَلى
سَبيلِ التّعَبُّدِ..
وَانْتَهَتْ تُخْلي آثارَ
الْحرْبِ مِن السّاحَةِ.
ترَكتْني كالْبحْرِ
مُجَرّدَ صَدىً..
سَجينَ مَنْفايَ !
كُنْتُ لا أُريدُ
أنْ تذْهَبَ..
لكِنّني أضْعَفُ خلْقِ
اللّهِ أمامَ الْحُرِّيّةِ.
واخْتَفتْ مُبْتَهِجَةً
تبْتَعِدُ كالنّهْرِ فِي
خَطْوِها اللّعوبِ
لاهِيَةً كالْحجَلِ..
زوْجيْنِ زوْجَيْنِ فِي
غابَةِ الزّيْتونِ.
ومَشى فِي موْكِبِها
الْعالَمُ والْغَيْمُ
وأسْرابُ السّنونو.
أنا وجَدْتُ
فيها وَطَني!..
إذْ كانَتْ تعْرِفُ
ما أرْغَبُ فيهِ.
وكُنْتُ كَأنّما
قَرأْتُ معَها نَهاراتٍ
مِنَ الْكُتُبِ؟!
 
أمريكا/09/2008
© 2024 - موقع الشعر