الغريب

لـ محمد الزهراوي، ، في غير مصنف، آخر تحديث

الغريب - محمد الزهراوي

الغَريب
 
حَزَمْتُ تَعَبي..
حزَمْتُ حَقائِبي.
وغادَرْتُ دِيارَ
النَّخْل الّتي..
لَمْ تَحْتَمِلْ شَغَبي.
كانَ الطّريقُ
شاحِباً..
غاصّا بِدُموعِ الأهلِ
وَلَفَتات نُجومٍ
بَيْنَ فَجَواتِ الصُّبْحِ
الْمُسْتفيقِ باكِراً..
عَلى وَداعِ
النّسْوةِ الْحَميمِ
وَ وَشْوَشاتِ العَصافيرِ
التي أفْشَتْ خَبَري
إلى نَوافِذ الْجيران.
وَكانَ النّدى خَضِلاً
عَلى الْمَناديلِ الّتي
لوّحَتْ تُوَدِّعُني !
وَعيْنا جَوادي
عَلى الْمَحَطّاتِ القادِمَة.
انْهَمَرَ مِنهُ الشّوْقُ
إلى مُدُنٍ يعْرِفُ
مَنْزِلَتي عِنْدها .
وَ ها أنا ..في
حُضْنِ الْمَساقاتِ
أخوضُ حُزْناً
نَحْوَ أنْدلُس جادَها
الْغَيْثُ
إلى مَدينَةٍ عَلى هيْأةِ
أُُنْثى فاتِنَة الرّوحِ..
أبْراجُها تَغْفو في
ذاكِرَتي..اسْمُها
يا سادَتي قُرْطُبَة.
ها أنا أبْتَعِدُ..
والْمَنازِلُ مثلُ
الظِّلّ تُمْحى.
و سَرْوَةُ الدّارِ عَن
عيْني تغيبُ..
تَقولُ زُرْنا
ثانِيَةً أيُّها الْفَتى !
مِنْ أجْلِ شَهادةِ
الْميلادِ أوْ..
رُؤيَة أحْبابٍ ما
وَدَّعوكَ أيّها الوَلدُ .
وَأرْخيْتُ عِنانَ
جَوادي مُبْتعِداً
أقْطعُ مَفازَةَ امْرَأةٍ
تنْفُثُ القيْظَ
وَعُواءَ ذِئاب ؟!
مُذْ أباحَتْ خَرائِطَها
لِخَيْل الرّومِ
وضاجَعتِ الْفُرْسَ
وَغَضّ الطرْفَ
عنْها العرَبُ .
تابَعْتُ طريقي..
سِرْتُ أبْحث
عَن قَصيدٍ يكونُ
رَغيفَ عمْري.
وَأُغْنِيَةٍ لأِنْدلُس
يوْمَ ت ول دُ ؟!
© 2024 - موقع الشعر