معازف الصمت - لطيفة حساني

على الغمامِ يغنِّي طيرُ إطراقي
ليصدحَ الماءُ من أعماقِ أشواقي
أسائلُ الفجرَ هل لي فيكَ ملتحَدٌ؟
 
وهل على الضوءِ وطءٌ دونَ إغلاقِ؟
آنستُ بعض أريجِ الروحِ أغمرهُ
بصبرِ عمرٍ تلاشى بينَ أغساقي
بدايتي في هزيعِ العمرِ قد وضحَت
تضوعُ عطرَ بخورٍ بعدَ إحراقي
كم انتظرتُ قدومَ البحرِ حالمةً
وها أتى البحرُ سباقاً لإغراقي
يا من نثرتَ على الأشواكِ أُمنيتي
لأقطفَ الجرحَ في يأسٍ وإخفاقِ
غرزتُ في مهجة الزهراءِ مَوجدتي
لكي يرفَّ جناحي بينَ آفاقي
على شواطئِ أَمسي قد رسمتُ غدي
ليغمرَ الماءُ ما خطَّتهُ آماقي
وقفتُ في شاطئ الأيامِ سائلةً:
أين التي بعثرَتني دونَ إشفاقِ؟
أطلقتُ طيرَ الرؤى للأفقِ أُرسلهُ
ولا أزالُ أحاكي وجهَ أطواقي
الكأسُ في يدهِ والكرمُ أوردَتي
ولا يزالُ حنينُ الروحِ للسَّاقي
يا مَن تشظى غماماً في ذُرى قلَقي
بلا جوازٍ ولا كشفٍ وأوراقِ
لففتُ قلبيَ وانسابتْ أعنَّتهُ
وكيف يرجعُ رمحٌ بعدَ إطلاقِ؟
سبعاً عجافاً نعاني في تيبُّسنا
والسنبلاتُ دفيناتٌ بأعماقي
كم ذا يكسِّرُ فينا الدهرُ ديدننا
كما يقسِّمُنا فينا لأشداقِ
نراوغ الفجرَ والخطْواتُ تسبقُنا
ليبذرَ الوقت أغساقاً بأغساقِ
يبكي بدمعي يراعٌ بعضَ أوردَتي
على حنينٍ لصدرِ الطرسِ توَّاقِ
وحدي أبعثرُ أشتاتي وأجمعُها
لا كفَّ تُرغمُ مفتاحاً لإعتاقي
© 2024 - موقع الشعر