سفيرة وركبها الحب - لطيفة حساني

شاختْ خُطاي وكلُّ العمر أسفارُ
ورَكْبُ حُلمي على الأيامِ يَنهارُ
 
أقحَمتُ نفسي بدُنيا مِن ملامحِها
نسيمُ صبحٍ فريحٌ ثم إعصارُ
 
قد نمتُ فوق يدَيها، إنَّ بي ثقةً
وكم أمِنتُ بأن الكفَّ أزهارُ
 
حتى رمَتني بلا عطفٍ ومرحمةٍ
طيراً تناظرهُ الأشواكُ والنارُ
 
أذرُو الرمادَ وفي الوجدانِ جمرَتهُ
تصعِّدُ الشعرَ والأخشابُ أفكارُ
 
أجُسُّ تُرْبَ اغترابي يا تُرى ألقٌ؟
وأُرقص البدرَ والأحلامُ مزمارُ
 
سفيرةُ الحبِّ والتجريحُ زعزعَها
ودهرُها عابسُ السيماتِ محتارُ
 
قلبٌ جريحٌ بحجمِ الأرض مُهجتهُ
كم ارتدَت عطفَهُ شمسٌ وأقمارُ
 
يجودُ بالضوءِ والعتماتُ تُتعِبهُ
يصارعُ الشوكَ والوجدانُ جُلْنارُ
 
تحاكُ من شوكِ حزني خيرُ قافيةٍ
ومِن أنينِ الجوَى لحنٌ وأشعارُ
 
إلى الديارِ اشتياقٌ هزَّني، ولها
إذ رددتْ من بقايا القلبِ آثارُ
 
يا عابرَ التيهِ هل جاءتكَ أخبارُ
عمَّن نأَوا وهمُ الأوطانُ والدارُ؟
 
يلفُّني الشوقُ والتبريحُ يُوقدُ بي
مواجداً قد كساها الثلجُ والنارُ
 
غنَّيت والدمعُ يسقي موطناً صلِداً
فردَّدتْ من صميمِ القلبِ أطيارُ
 
مدائني خالياتٌ من ديادِنها
ترمِّم الشعرَ، والحيطانُ تنهار!
© 2024 - موقع الشعر