ثمن النبل - لطيفة حساني

رأسٌ وقلبٌ في المَشيب تشابَها
في بَدءِ دنيا ما تبسَّمنا بها
 
كبِرَ الفؤادُ بألف عامٍ وانقضَت
حِقبٌ رمَتهُ بشَوكها وحِرابها
 
أحلامُنا كقُصورِ رملٍ هدِّمتْ
لم يَبق في الوجدانِ غيرُ تُرابها
 
تُعَساءُ لكنَّا اكتسَبنا حِنكةً
وعرَفنا دُنيانا بكلِّ صِعابها
 
كنَّا بتفكيرٍ صحيحٍ ناضجٍ
ما نحنُ مثلَ الناسِ من أَصْحابها
 
ثمنٌ دفعناهُ لفَهمِ حَياتنا
أنَّا ابتعَدنا عَن مشارفِ بابها
 
أنَّا ابتعَدنا عن أمانٍ حلوةٍ
وزخارفٍ زُرعتْ على أعتابها
 
والنصحُ منَّا مثلُ نصحِ مشايخٍ
تشتقُّ نورَ القولِ مِن مِحرابها
 
حَسْبُ الكريمِ كرامةٌ وشمائلٌ
وفضائلٌ بلغَت عَنانَ سَحابها
 
دُنيا تصوِّر للشقيِّ بِحارَها
وتغرُّهُ ليتيهَ خلفَ سَرابها
 
لا لَن نُغرَّ بزَيفها وبَريقها
فلأنَّنا شِبنا بوَقتِ شَبابها
© 2024 - موقع الشعر