هديرُ طاولةِ قلبِ أنثى - منمنمات خزفية - فرحناز فاضل

هديرُ طاولةِ قلبِ أنثى
منمنمات خزفية
 
 
 
ألا ذاك الّذي بنا يجنزِرُ نارَهُ حلقاتِ شوقٍ
فيسلبُ من سكينتي هدوءها، وقارها .. يقلِّبُ بين ضيِّهما بذوقٍ
ويوهِبُ من سناءهِ بضع أليافٍ ضفائر من حنو نوقٍ
حنايانا تنوءُ بثقلِ هجْرٍ لفَّ حنجرتي كطوقٍ
وصمتُكَ زينةٌ، صمماً يجابهني ..
ونصّب بي لدمعي خانَ موقٍ
فأوّاهُ .....
 
 
وتلك النّارُ، إنّما مواقدٌ لتضطرمَ الدموعُ شموعَ إطراقٍ
مقاديرٌ كتبْنا زيفها، لكنَّما قدرٌ مسوّمٌ ضنينٌ فوق أطباقٍ
تضوّعت سمواتٌ، يزغردُ فُلْكُها فيها بإشفاقٍ
عرائسُ ذي حروفٍ قد ترمّلت،
بعولتهنَّ منحوروا المعاني قُدِّروا شهداءَ أوراقٍ
وقد أُرْدِمْنَ أفواهُ ......
 
 
فهل باتت بنا للحبِّ أيُّها دروبٌ لمْ يطأها بعدُ ذا عَرَقٍ ؟!
تصبّب من جوى روحٍ أجاجا،
فمنْ أَرَقٍ ،،
قذى حبرٍ يُغنّي ........
أسالَ حَريقَ بوحٍ في خِطابٍ ما سعى يوماً على طُرُقٍ
إلى أوطانِ هجْرِ سريرةٍ قد أضرمت ناراً بفي غَسَقٍ
،،
تآكل لوزُه شمساً ورمّاناً على شَفَقٍ
 
مدانا عاد من غَرَقٍ
مدانا عاد من غَرَقٍ
لموجه قد طوى مدٌّ كسيرٌ
فألواهُ .....
 
 
أ سابغَ عشقَ قلبٍ، من حشى كبدي أحبُّهُ وأهواهُ
أما ذابتْ بك الأحشاءُ برداً ..
لهيبُ النّارِ أبيضُ شعلةٍ .. في النفسِ مأواهُ
 
بربِّكَ قُلْ .......
بأيِّ ذريعةٍ دَخَلَ الغِيابُ بِرجْلِ غدرهِ بيننا يندسُّ مثواهُ
بأيِّ ضغينةٍ كُتِبَ اللقاءُ يتيم أمٍّ .. ما أزراهُ
بأيِّ فريَّةٍ عُرِفَ اللقاءُ بأنَّ موتتهُ مقدَّرةٌ .. وما ذيّاكَ أغواهُ ؟!
وريشتهُ بها عقمٌ .. فما جادتْ بمنعطفٍ يقود خطًى إلينا ..
فما أضنى هوى تيهٍ وأقواهُ
 
ضربنا كفَّ أخماسٍ بأسداسٍ ..
من الفراتِ سلّمنا بلا أملٍ مؤونتنا
فؤادي يا ......... فؤادي
 
ظما الآفاتِ أذواهُ ........
شريدُ هوًى .. يتيمُ ذَرًى .. برى الخواءِ أطواهُ
هوانا ال بنى هَرَماً وشيَّدهُ
فكان له ضريحاً، مظلمٌ بأساً ..
وآواهُ !!
 
وعودٌ للوراءِ إلى سؤالٍ حيثما يخضرُّ عشقٌ
وناره في الحشا كجنينِ زنبقةٍ (بصيلاتٍ)
ذفرْنَ بجوفِ أرضِهِنَّ غبْقا
وطال مكوثُهنَّ أسى وعصرا،
ومدْقا ..
 
غيابٌ طالَ قسرا .........
وهجرٌ قام وزرا ........
 
وذا لقيا ......
وذا لقيا .. وزنبقةً ..
ربيع العمر مزهوّاً دنا منّي ..
تفتَّق عطرُ وردتهِ رياحينا
وزهزه لونُها حسناً ورونقا
 
لذي اللقيا ..
أينبتُ غصن مرتقِبٍ
يقيم ببطن أرضٍ، بات مضطربا
ويُزهِرُها زنابقا ؟!!
 
فهل وَرَدَ الفؤادَ ربيعُه أبداً ؟!
وروحي عانقت مرآته وفتًى غُرانقا ؟!
 
فذي اللقيا .. وهل كانت سوى زيفٍ ؟!
خيالٌ في خيالٍ !
وعيشٌ في ذرى حلمٍ
فؤادي ماتَ عشطانا
أ كان الصبرُ روّاه
أ روّاه
أ روّاه
 
.
 
.
 
.
 
(وما زال الهدير يبثُّ صمتا)
 
 
 
////////// صورة معترضة
إذا ما الأرضُ يوماً ما أحبّتْ ..
بنيها ..
وشقّت بينهم طرقا ..
تُعبّدُ للهوى عبقا ..
عسى تجري بوادينا سعادةً وأفراحاً
بذاك اليومِ .... أمواهُ
 
.
 
.
 
.
 
(وما زال الفؤادُ غريقَ أحلامٍ / أوهامٍ)
(ونال القلبُ إغلاقا .. فأوّاااااااااااهُ)
 
 
 
 
 
 
 
فرحناز سجّاد حسين فاضل
08 – آذار – 2010م
الساعة السابعة وأربعين دقيقة صبحاً

مناسبة القصيدة

زليخا لمّا عبث بها الهوى مكراً، راودت يوسفا، فتعفف ولم يطعها وشاع أنّه شغفها حبّا، فجمعت النسوة اللاتي قطّعن أيديهنَّ من جماله وازداد تعففاً / تعنّتا، فرمت شيطنتها الأنثوية به في السجن سنيناً فلمّا طلع منه كانت شوكتها أنكسرت وأستحكم بها الوله وطوّقها الوجد فما زالت تحبّه وتهواه فضمرت وأذوت كما النبات الـ يموت وما زالت حتى هلكت عشقا وشوقا وهياما .. ولكن أبت أن تنساه /// كانت مجرّد تقدمة .. رامت بعيداً .. ربما /// إجهاض إهداء لمْ أعرف يوماً إحداهن كزليخا لمْ يترك لها الهوى أي فضلٍ أو موبقةٍ إلا وألصقها بها ولمْ أعرف يوماً أحدهم كيوسف فلقة قمرٍ يتلألؤ عفّة وصدّاً للإغراءات ويقيني يقول هذا الإهداء غير شرعي فأجهضيه .. ويبقى النص وحيدا بلا صاحب ! يا ربِّ أثكلنيه ........ أو يتِّمْهُ ! //// هامش المفردات يجنزِرُ: يطوّقُ بالجنزير وهي السلسلة، النوق: جمع ناقة، الخان: النُّزُل الذّي يقيم فيه المسافر، الموق: حمقٌ في غباوة، مسوّم: معلّم بسومة أي علامة فلا يُخطأ، ضنين: بخيل، أجاجا: ماء صار ملحا مرّا، بفي غَسَق: بفمه ،ألواهُ: أعوجهُ، سابغَ العشق: موفيه وموسعه ومتمّه، مثواه: المثوى المقصد والمقام الأخير الّذي لا تحويل عنه، يتيمُ ذَرًى: يتيم ملجأ، أطواهُ: جوّعه، كجنينِ زنبقةٍ (بصيلاتٍ): ينبت الزنبق من بصيلات، ذفرْنَ: فُحنَ برائحة نتنة، غبْقا: حلْبا والحلْب يكون عشياً في الظلام، إذا فسدت بصلة أو عصرت يخرج ماءها أبيضاً كالحليب ورائحته نتنة، مدْقا: تحطيما تكسيرا، فتًى غُرانقا: فتًى أبيضاً جميلاً، ذرى حلم: فناء حلم
© 2024 - موقع الشعر