مناسك أنثى ..

لـ بديعة بنت داود كشغري، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

مناسك أنثى .. - بديعة بنت داود كشغري

مناسك أنثى ..
 
 
هو العمرُ أُسطورةٌ
تنبضُ بالحُبِّ عبْرَ المدى
تُمطِرُ أكوانَنا بشفيفِ العَذابْ
تصدحُ
في هَدْأَةِ الوحْيِ
حُنجَرَةُ الصَّدى
تُسائِلُ هذا الحضورَ
وذاكَ الغِيابْ:
أهذا هو النَّبْعُ
يبكي أغانيهِ
راحِلَةً
في انطِواءِ السَّحابْ
أهذا هو البحْرُ
إنّي اصطفيتُ له
من لؤلؤِ القلبِ
أيْقونَ النَّدى
وهيَّاْتُ دمي
ليخوضَ فاتحةَ العُبابْ
*****
هو العمرُ سِرٌّ
يُهَدْهِدُ حُزْنَ المرايا
والنّفسُ دالِيةٌ
تنثرُ راحها
فوق جيدِكَ
ما بين قَدَحٍ وقدحْ
أتَوَغَّلُ
في جِرْسِ تلك الحنايا
عِشْتارِيَّةّ البَوْحِ
أُجَلْجِلُ حِكمَةَ الشّمسِ
لكرْمَةِ روحيَ أمْضي
في جنّةِ الجرحِ
أُهادِنُ اسمي
تراودُني مجاهِلُ تلك الخطايا
*****
هو العمرُ وَرْدٌ
كذا الرّيحِ عمرٌ
في مقلتَيَّ
تُعانِقُ ظَمَأَ الهديلْ
وَكَوْني له ألفُ كَوْنٍ
نصوصُ جُموحٍ
يُؤَرِّقُها
انطفاءُ الصَّهيلْ
وجهُكِ آخِرُ ما تبقّى من الرّوحِ
وجهك أوّلُ تلكَ الوجوهِ التّي انحَسَرَتْ
واصطفاها الرَّحيلْ
في ملكوتِ القلبِ المتوحِّدِ
في مملكةِ اللهْ
زمني يتوقَّفُ
تجْتَرِحُ الغيبَ
مَناسِكُ أنثى
زمني رعشةُ قِنديلٍ
تُطْفِئُ عتمةَ هذا الكوكبْ
تهديكَ السّرَّ الأزليَّ
لتدخُلَ في معراجِ الرّوح
وتَمْتَشِقَ الألَقَ المستحيلْ..
© 2024 - موقع الشعر