أنثى الريح

لـ خالد درويش، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

أنثى الريح - خالد درويش

تهتز أنثى الريح خصلتها ..
لتستعير بواطن الاشياء والأخطاء
خلف مدينة كبرت جراحاً
لا يستدير الحبُ في ساحاتها أبداً
وليس يرتجف الغرام ..
تنتثر المعاني من سقوق الليل
أسرى ..
يؤيدها التريث واعتذارات السفوح
لينتفض الركام ..
 
تتأرجح الآهات من حلق إلى شفة
تحارُ في دمج المحيا بالرصيف
فينغرق في شواطيها الكلام
من موغل في العشق
يضرع من صحائفه صلاة الهمس
قلبي معلقة الطريق
وغابة المجبول من حمأ تكدر
واستوى الرنق الغمامُ
مازالِ حلقي منذ عزمته صحراء
يسكنها الكلام ..
 
بساتين الفواجع مثقلات , وأغلال الرياض
أسئلة تنوء في قبس الوجود
يا خانة بيضاء تكتبني فيمحوني الضرام
يا أغماءة الصلصال في ليل القصائد والوجع
يا لون الفتون في رؤيا القداسة
حين يفتضح الأنام
ما زال حلقي يستدير لقاتليه
حافي القدمين يؤنسه اللجامُ
في مشتل اللغة المعاجم يستضيء
بوحشة الكلمات ملتبس النهاية
حوله الدنيا تُقام ..
 
السدر يشرب مقلتي ويلهمني سماءً
من الطوفان أعلى من السجان من
زفرة الموت الجرع أجمل
من نهاياتي الطريق من محاولة
الصعود إلى المجهول في درب
الخطيئة والسقام
أنا لغة البراح ودوحة اللوح المتاح
على سرير الوجد تفاجأ يُراق
وأنا تباريخ الحطام حين يختلج
الحطامُ ..
 
أنا لغة القيود وحشرجات الطير
خلف مدينة كبرت جراحاً ..
 
تخوض في الدروب بلا نبوءاتٍ على
أطرافها الخيامُ
حيث يلتبس المؤله بالجثث
حين ترتفع المآذن فوق أعناق الجيوش
مقابراً للسهد .. صلاتين من ورق الأحاجي
أنا غيرت عنواني .. ما عاد بيتي قلوب الطيبين
ولا كأسي التحرش بالمعاني في شقوق الليل
احتطب القصائد .. مستباحاً للنساء والمواويل القديمة
غائماً في الشوق ..
 
يؤرجحني الغرام
أنا رحالة الليل المقيم
أنثر ما تبٍقّي من فتاتي للحمام
المستبد ولا أبالي
أنا البداية والختام
© 2024 - موقع الشعر