أنا الليبي متصل النشيد - خالد درويش

للوقت رائحة تؤثث من فضاء الحسن سارية
تدب، صبا قلب تعرش في مياهك
في اختلاط محاربين بغابة القلق، السلاسل
في المعاصم، واحتماء زرافتين في شغف، المواعيد على
ظهر المكان في قلب الكمان، قبلتان على صدر
الحقيقة، مقلتان من قدم المعارف والرسوم، فرس
على نسق الهروب، هموا شقوا بفأس الأرض
والصحراء حمامات هادريان في لبدة،،
والعذارى لا رؤوس التسعة اكتملت
بأرتميس إلهة،
صغن من لحن الخلود أشرعة لأسراب الحمام
المستبيح جحافل الرومان، جناحاه أفواه الزمان
واختلاط محاربين بغابة القلق المديد
فليسافر سهم هذا الليل من غير وداع،،
وليعانق كل رمل في ربوعك كل نخل
سامق أو كل ساقية شرود
من هنا،
من هنا مرّ كل الحالمون
العاشقون
الأنبياء
المجرمون،
العابثون،الضائعون
الظالمون، السارقون
المؤمنون،الكافرون.
هؤلاء اشتروا اللغة الجديدة
واكتووا بالعشق في مياهك، واختفوا
كالملح في سِفرِ الوجود
من هنا، أبدوا وحيدا،
لا أزهار تسرجني لأرقص
في نشيد الأرض أو في قبور أسلافي
بمصر، رقصة المجهول من خلف
الحدود
تغريني طريقة الدفن بأن أموت.
من هنا
لأزور تاريخي سيكفيني بأن :
ألوح في وجه السياحة
وفي قمح السنين
وأقول أن،
تحت الرمال حضارة
وليبيون ينتظرون ومعابد مشلولة القدم
من هنا، مر كل الحالمون
هنا رقص تاسيلي على
أنغام تادرارت في اختلاط محاربين
طعنتان وينتهي الليبي من طقس الوجود
غطتني شفاه الريم من أعلى لأعلى
ما من امرأة تهيّت لاحتوائي
غير ضارعة تخلت عن جدارتها
استقلت مركب الجبل الكئيب
لكي تقول :
غطتني شفاه الريم وانحدرت
غمامة بيضاء في وجه الرعود.
أنا الليبي متصل النشيد
مرتكب الحضارة في الرمال وفي الكهوف
أسأل عن جدودي في وجودي
عن طريقة الحب القديمة
عن أساليب صيد النار
عن مصارعة الأسود
كيف كانت الحناء في كف العذارى
وهل حقاً هذه الصحراء غادرة
فكيف عاشوا (في الخرائط) في المواعيد
أنا الليبي متسع من الأحمال والأفياء
جبار الوجود
رياحيني بواكير المسافات الهجينة
واختلافات التضاريس من الحدود
إلى الحدود
أنا الليبي متصل النشيد
أنا الليبي متصل النشيد
مقلتان
وينحني الكون المؤله في تراتيلي الحميمة،
مقلتان ويدخل الليبي من طقس الخلود
إلى طقس الخلود
© 2024 - موقع الشعر