سلمى وذات الصليب (فصحى)

لـ لفى الهفتاء، ، في غير مُحدد، آخر تحديث

سلمى وذات الصليب (فصحى) - لفى الهفتاء

أوَّاهُ مَا هَذا النَّوَى المَشْؤومُ؟
يوْمَاً قضَاهُ الدَّهْرُ والمَقسُومُ

ففقدْتُ منهُ حَبِيْبَةً قَمَرَيَّةً
عنها تَسَالُ كوَاكِبٌ ونجُومُ

كانتْ حَدِيثي مَعْ شَقِيقَةِ رَاهِبٍ
حينَ اسْتَضَاءَ كِتابُهُا المَدْمُومُ

غَنَّتْ على البحْرِ البسيطِ قصيدةً
عنوانُها التَّثْلِيثُ والأقْنُومُ

ومعَي لها زاجٌ عِلِمْتُ بأنَّهُ
بدِمَاءِ غِيدِ قبِيلَتي مَوْشُومُ

قالتْ: وقدْ بانَ الصَّلِيبُ بصَدْرِها
يالشَّاعرُ الطَّوفانُ أنتَ مَلُومُ

أنّى تناجي بالقصَائدِ مَيْتَةً
عنكَ احْتواها ضَريحُها المَطْمُومُ

مالحُبِّ إلا كذبةٌ وتخرّصٌ
فأرَاكَ في بحْرِ الهُمُومِ تعُومُ

يا ليتَ شِعْري هلْ أجَاوبُ عِنوَةً
مَن جَادَ فيها المَعْبدُ المَزعُومُ

فأنا القتيلُ وقدْ قُتِلْتُ مِن النَّوى
بدَمِي يُفاخِرُ سِيفُهُ المَسْمُومُ

أغَدَى نوَاها في الزمانِ حقيقةً؟
لمْ يبقَ إلّا خيالُها المَحْلومُ

أبكي مقاماً في مَضَاربِ (كَلْبَدٍ)
تلوحُ كالأنواءِ منهُ رُسُومُ

جئتُ لهُ والرِّيْحُ تقرَعُ بابَهُ
صُبْحَاً ومَا بفنائِهِ مَصْرُومُ

فسَمِعتُ فيهِ النوْحَ نوْحَ حَمَائِمٍ
وأتَتْ لِعَيْني عَبْرَةٌ وسُجُومُ

وبَقيتُ في حُجَرَاتِهِ متأمِّلاً
إذ طالَ بي عَنْ ما أكِنُّ وَجُومُ

تلكَ التي مِنْ نورِ وجْهِها أشرَقَتْ
شَمْسٌ ومَالَ مُدَاعِباً قيْصُومُ

والشَّعرُ مِنْ فوقِ الجَبينِ كأنَّهُ
ليْلٌ ببَعْضِ الوَرْدِ مَلمُومُ

إنْ داعَبَتْهُ تمُوجُ منهُ غَدِيرَةٌ
تدنو إلى بَدْرِ الدُّجَى وتَرُومُ

والعَيْنُ عيْنُ الرِّئمِ بينَ صَوَارِمٍ
والجَفْنُ في سِحْرِ الهَوى مختُومُ

يَعْلوهُ دَوْمَاً حَاجِبٌ وكأنَّهُ
نونٌ بريشَةِ مُبْدِعٍ مَرْسُومُ

والخدُّ ذو نُورٍ وفيهِ قَرَنْفُلٌ
والثَّغرُ فيهِ اللؤلؤ المَنْظومُ

آهٍ على سَلمَى وآهٍ كلما
أيْقنتُ أني بعدَها مَحْرُومُ

واللهِ قدْ جَاءَتْ إليها فَرْحةٌ
مِنّي وقدْ جَاءَتْ إليَّ هُمُومُ

مِن أجلِها صدَّيتُ كلَّ قَرَيْبَةٍ
فبَكتْ (زُبَيْدَةُ) حَسْرَةً (ورُعُومُ)

© 2024 - موقع الشعر