سلمى وآل سلمى (فصحى) - لفى الهفتاء

كفاكَ حمامٌ عَلى رأسِ مِنْبَرْ
نَواحاً..فكُنتَ على الذنْبِ أعسرْ

بليلٍ غشا بدْرُهُ شال (سلمى)
وخرّتْ عَلى ما بهِ (جِنُّ عبقرْ)

بلونٍ لذيذٍ وماءِ نبيذٍ
وثوبٍ أخيذٍ وأطيابِ عنبرْ

سَبَتْنِيْ إلى يومِ عشقٍ مُسَمَّى
فما كنتُ مصغٍ ولا كنتُ أبصرْ

أتتني بسيفِ الشجاعِ عُديًّا
يسنُّ كنابِ (الهِزَبْرِ الغضنفرْ)

بِتِسْعِ (إمَاءٍ) وتِسْعِينَ (عبْدٍ)
كما جندُ (كسرى) غزوا جندَ (قيصرْ)

رأيتُ (سُليْمى) وربِّ سُليْمى
تُداعيْ إليهمْ كيومٍ بخيبرْ

نظرتُ إليها وبالعنقِِ درًّ
بعقدٍ كما سمطِ كُهّان (بربرْ)

أكالتْ كبار الملوكُ نكالاً
فذاب بذي عنقرٍٍ كلُّ عنقرْ

بحمْيَرَ أهلٌ بكهلانَ خالٌ
ومنها رعَى قومُ كهلانَ حمْيَرْ

غرامٌ (لآلٍ) وبنتٌ (لآلٍ)
فحطتْ ذوي القربِ جهراً بجوهرْ

جَمُوحٌ ردَاحٌ سَمُوحٌ شَنَاحٌ
تسُودُ الملا مخبرا قبل َمظهرْ

خَطابةُ قسٍ وتقوى معاذٍ
وحكمُ كُليبٍ وأفعالُ عنترْ

سُليْمى أتتنا كما شهرَزادٍ
وتفريجُ يومٍ عبوسٍ وأغبرْ

لها جيشُ كسرى وعرشُ جرِيجٍ
فطوبى إلى أخْضرٍ وأُخَيْضِرْ

بعينِِ مهاةٍ تحاطُ بهندٍ
تُرشُّ الورودُ بدرٍّ ومرْمرْ

وفاهٍ كجمرٍِ على صفِّ ثلجٍٍ
وريقُ اللسانِِ كطعمِ شمنْدرْ

ووجهٍ كبدرٍِ بديجورِِ ليلٍٍ
وشعرٍ كموجٍٍ يميلُ بهزْمرْ

ونحِرٍ يطلُّ بهِ قرطيانٍ
عليهِ أرى كُتِبَ (اللهُ أكبرْ)

وردفٍ غنيٍ وكشحٍِ فقيرٍٍ
ونهدٍ كما حبِّ رمّانِِ سوْمرْ

وقرطٍ بأُذنٍ يذوبُ غرامًا
ولثمٍ بثغرٍ وفصٍّ بخنصرْ

وجلدٍ ككتّانِ أرضٍ رقيقٍ
حكا عنهُ (ماءِ الخلودِ) ل (بنجرْ)

فواللهِ إنّي ولو جادَ شرحي
بسلمى أراهُ وإن طال يقصرْ

فسلمى وآهٍ على حسنِ سلمى
فما لم يقل بسليمايَ أكثرْ

برشدِ كبيرٍ وغيِّ صغيرٍ
وبالحسنِ كبرى وبالسنِّ أصغرْ

ونصفٍ كنورٍ ونصفٍ كنارٍ
دواءٌ بنحرٍ وداءٌ بمدبرْ

بروحي سُليْمى وكلُ الأماني
إلى أن تعانقَ (بغدادَ) (تدمُرْ)

أكاد أقولُ وأقسمُ عشراً
بأنَّ سُليْمى ملاكٌ بمعْشَرْ

أتتنا بما لا أتى أيَّ أرضٍ
فردِّدْ على صوتها صوتَ (مسهرْ)

فنادى (سطيحٌ) (بعرّافِ نجدٍ)
بسحرٍ رآهُ بسلمايَ أعبرْ

فجاءَ (بنو مدلجٍ) في خطاها
ولم يستمدّوا إلى ذاك مأثرْ

أيا (ونّتاهُ) ويا أسفاهُ
فللحزنِ عامٌ وتسعةُ أشهرْ

أيا (ونّتاهُ) ويا أسفاهُ
فما في يديَّ أراهُ بغثمرْ

أيا (ونّتاهُ) ويا أسفاهُ
فإني أرى كلَّ غصنٍ لسمهرْ

أيا (ونّتاهُ) ويا أسفاهُ
فبالصدرِِ سهمٌ وبالظهرِِ خنجرْ

أيا (ونّتاهُ) ويا أسفاهُ
فحالي بُعّيْدَ المسرَّةِ قرقرْ

أيا (ونّتاهُ) ويا أسفاهُ
فقد أزفَ الموتُ والموتُ أحمرْ

أيا (ونّتاهُ) ويا أسفاهُ
فكيفَ يقادُ النسيمُ بصرصرْ

فبعد هنائي أعيشُ عنائي
فيوم فنائي بهِ صرتُ أشعُرْ

فإنِّي أرى كلَ عذبٍ عذابا
فما كنتُ إلا لأرْضَ وأصبرْ

لعلّي أراها ولو كان يوما
قُبَيْلَ لقاءِ نكيرٍ ومنكرْ

© 2024 - موقع الشعر